kayhan.ir

رمز الخبر: 166177
تأريخ النشر : 2023February28 - 20:26

العودة لدمشق عود لمحور المقاومة

 

بعد تيه في الاوهام والمخططات  الاميركية لتغيير المعادلات في المنطقة بدءا باسقاط النظام السوري ومرورا بالالتفاف على محور المقاومة للوصول الى ايران الاسلام التي قضت مضاجعهم وزعزعة اركانهم وعرضت مصالحهم للخطر، فاق النظام العربي الرسمي على حاله بعد 12 عاما من القطيعة مع سوريا التي ترفع اليوم تاج النصر وهو في تدهور مستمر من شدة ما اصيب من نكسات متوالية وسياسات فاشلة نتيجة بتبعيته العمياء لاميركا والغرب والصهاينة. وبعيد اجتماع مجلس البرلمانات العربية في بغداد توجه وفد برئاسة العديد من رؤساء البرلمانات العربية الى دمشق بهدف  الانفتاح على سوريا وكسر الحصار عليها والمطالبة بعودتها الى الجامعة العربية وهذا هو اول وفد عربي بهذا المستوى يزور سوريا منذ 12 عاما، يوم نفذ النظام العربي الرسمي عبر جامعتها العبرية قرار المقاطعة.

واليوم فان سوريا ليست هي من تطلب العودة الى الجامعة العربية بل على العكس ان الجامعة العربية هي التي من تطلب عودة سوريا الى صفوفها لانه بدونها ستبقى الجامعة عبرية وتبقى مقيدة بسلاسل القوى الدولية والاقليمية المعادية لشعوب المنطقة.

فلسوريا وزنها ومكانتها التاريخية واحدى الدول المهمة المؤسسة للجامعة العربية الى دورها وموقعها الاستراتيجي وهي قلب العروبة النابض في توجيه سياسات المنطقة.

وان كانت كارثة الزلزال التي تبدلت الى زلزال سياسي هي التي حركت المياه الراكدة باتجاه سوريا لكن الواقع هو استياء واستنكار وضغط الشارع العربي والاسلامي ازاء التعامل اللاانساني الغربي و النظام العربي مع المأساة الانسانية التي شهدتها سوريا هو الذي دفع النظام العربي الرسمي ان يخطو هذه الخطوة ولو بعد عشرين يوما من الزلزال الكارثي الذي اصاب سوريا وشعبها وحكومتها.

فعودة الجامعة العربية الى دمشق بعد هذه القطيعة الاثمة هو تصحيح لمسار سياسات النظام العربي الرسمي الخاطئة تجاه احداث المنطقة وهرولتها نحو التطبيع مع العدو وهكذا تنفيذ الاملاءات الاميركية من دون قيد او شرط جعلت من حكام المنطقة كقطعان الخراف التي لا حول ولا قوة لها.

واليوم فان دول النظام العربي الرسمي توصلت الى قناعة تمامة بانها وبدون سوريا لن تستطيع مواصلة حياتها السياسية كدول مستقلة تملك قرارها وزمام امورها. وفالعودة الى دمشق تعني اقرار باخطائها وصوابية سوريا وسياستها التحريرية في محور المقاومة بصفتها الحلقة الذهبية في هذا المحور. ولابد من الاشارة الى كتبته مجلة "اكنوميست" اللندنية: "بان فشل الرياض في اسقاط الرئيس الاسد اجبرتها للعودة الى سوريا".

واليوم نقولها للحقيقة والتاريخ بان الجامعة العربية التي كانت مرتهنة لفترة من الزمن باتت اليوم في طريقها لكسر القيود والعودة الى دمشق وليس العكس بان تعود دمشق الى الجامعة العربية التي خسرت كل رهاناتها وفشلت في تحقيق اهدافها التي رسمتها الدوائر الدولية والاقليمية والمعادية.