kayhan.ir

رمز الخبر: 16611
تأريخ النشر : 2015March13 - 20:43

الطيب وتصريح المليارات السعودية

مهدي منصوري

من المتعارف لدى جميع المسلمين ان جامع الازهر يحمل رسالة أساسية انسانية عالية المضامين يجمع بها المسلمين على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة،ولكن عندما يخرج عن مفاد هذه الرسالة فانه يترك الكثير من التساؤلات الكبيرة، لانه انحرف عن الطريق القويم الذي لابد ان يكون عنوانا رئيسيا لكل نشاطاته وتحركاته.

وبالامس القريب سمع العالم الاسلامي تصريحا لشيخ جامع الازهر احمد الطيب اثار الكثير من الاستغراب بل وفي بعض الاحيان الاستهجان لانه لايصب في مصلحة الاسلام والمسلمين بل يشم منه رائحة نتنة هدفها تمزيق وحدة الصف الاسلامي وذلك بادعائه من الحرب الدائرة اليوم في العراق وخاصة في مدينة صلاح الدين تستهدف الوجود السني هناك مستدلا بدليل يفقد المصداقية والواقعية وهو اتهام ابناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية بان حربهم ضد الارهاب الاعمى هو حرب على السنة، ولم يكتف بذلك بل انه تجاوز حدوده الى درجة اخذ يؤلب الدول والمجتمع الدولي على ايقااف الزحف المظفر الذي تكلل بالانتصارات على داعش وداعميهم. مما يعكس وكما قيل ان وراء الاكمة ماوراءها لان مثل هذا التصريح للطيب لم يكن تلفه الصدفة بل ان وراءه هدفا يريد ان يصل اليه هذا الرجل، ولم تمر ساعات على التصريح حتى بانت الحقيقة للجميع تعلن عن نفسها وبوضوح وهو ماكشفه السياسي المصري محمد البرادعي، عن أن شيوخ الأزهر الشريف تعرضوا لضغوط كبيرة من اجل إصدار بيان ”ميليشيات الحشد الشعبي”.

وقال البرادعي في تصريح صحفي، إن "الاخوة في وزارة المالية طلبوا مساعدة مشيخة الازهر لاصدار بيان يدين فصائل شيعة تقاتل تنظيم داعش في العراق”.

واوضح ”وهناك منحة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار كانت متوقفة على إصدار هذا البيان”، مبررا الأمر بأن "الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن, تضعها تحت ضغوط هائلة قد تضطرها احيانا” لاتخاذ مواقف تخدم اطراف اخرى”.

اذن اتضح ان الضغوط السعودية هي التي دفعت الطيب ان يصدر مثل هذه التصريحات وليست مصلحة الاسلام والمسلمين او غيرها من المصطلحات الاخرى التي جاء بها التصريح.

ومن الطبيعي جدا ان تواجه تصريحات الطيب استنكار واستهجان كل العراقيين على مختلف مذاهيهم وطوائفهم ولم تلق الترحيب من أي أحد حتى ابناء السنة الذين يتباكى عليهم كذبا وزورا. وذلك ماجاء في البيان الاستنكاري لجماعة علماء المسلمين العراقية وهم من ابناء السنة والجماعة والذي اكدت فيه من ان " ماجاء في بيان الازهر حول الحشد الشعبي هو بعيد عن الحقيقة وغير مستند الى الواقع وليس له صلة بما يجري في المناطق التي تحررها القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر". وبنفس الوقت اشارت جماعة علماء المسلمين الى المصادر التي ضللت الازهر والذي اعتمد عليها في اصدار بيانه بالقول : " ان تلك المصادر تحاول التغطية على جرائم واجرام داعش والارهابيين وتضلل الرأي العام وهي نفسها التي صممت ولم تنتقد سلوكيات هذا التنظيم ومايقوم به من العراق من تفخيخ الشوارع والبيوت والمساجد وقتل الابرياء منذ سنوات".

وبنفس الوقت اثارت هذه التصريحات التي لاتريد للعراق الاستقرار حفيظة المرجعية في النجف الاشرف التي اصدرت بيانات التنديد والاستنكار لما تسببه من خلق حالات لاتصب ليس فقط في مصلحة الشعب العراقي بل المنطقة برمتها.

وفي نهاية المطاف والذي لابد من الاشارة اليه انه وبعد تصريح الطيب هذا الذي جاء متساوقا مع تصريح رئيس هيئة الاركان الاميركية ديمبسي الذي يحمل نفس المضمون قام طيران الاميركي بضرب القوات العراقية والتي راح ضحيتها اكثر من 55 عسكريا مما اعتبرته اوساط اعلامية سياسية واعلامية عراقية انه قد يكون هناك اتفاقا بين الازهر وواشنطن وبرعاية سعودية على هذا الامر.

ولكن والذي لابد من التأكيد عليه ان العراقيين قد صمموا على تطهير ارضهم ليس فقط من دنس الارهابيين بل حتى من داعميهم سواء كان السياسيون في الداخل او الدول التي تدعم الارهاب والارهابيين، وما الانتصارات الاخيرة الا رسالة واضحة تعكس ماذهبنا اليه.