kayhan.ir

رمز الخبر: 166045
تأريخ النشر : 2023February26 - 20:41

اين غرفة حربنا الاقتصادية؟!

 

حسين شريعتمداري

1ـ بعد ان حضر الجلسة غير العلنية لمجلس الشورى الاسلامي بمعية السادة؛ مخبر وفرزين افاد وزير الاقتصاد والمالية السيد خاندوزي اول امس، للصحفيين؛ "لقد اتضح ما وراء كواليس تأرجح سوق العملة الصعبة، وستتعامل المؤسسات الامنية  والمخابراتية والقضائية بشكل قاطع مع المتلاعبين باستقرار سوق العملة". فيما اعلن السيد قاليباف رئيس مجلس الشورى الاسلامي المحترم، وفي اشارة الى نفس الاجتماع؛ "لقد توصلنا لنتائج جيدة في اطار تنظيم سوق العملة الصعبة". وهذان الخبران وان بعثا على التفاؤل الا انه من الضروري الاشارة الى امر بهذا الخصوص.

2 ـ ان بلدنا العزيز ايران، البلد الثاني عالميا بامتلاك قدرة صنع صمام القلب، وثاني بلد في علاج الثلاسيميا بطريقة توصيل مخ العظم، وثالث منتج لابراج الكهرباء، والبلد العاشر عالمياً في تقنية الليزر، والثاني في مجال انتاج العقار بالنانو، والبلد الرابع في انتاج كحول الايتليك في العالم؛ والثالث عالميا في صناعة السدود، والبلد التاسع الذي يمتلك دورة كاملة للتقنية الفضائية، والبلد الثاني عالميا المالك لتقنية انتاج المسيرات التي لا ترصدها الرادارات، والبلد الاول في انتاج الايمبلنت البايلوجي، والبلد الرابع عالميا في القدرة الصاروخية، ومن بين 10 دول تصنع غواصات عالمية، وايران المصنعة لاسرع غواصات لا ترصدها الرادارات، كما ولايران منظومة ستراتيجية في الاكتفاء الذاتي للبنزين. والخامس في صناعة الانسان الآلي، والرابع في امتلاك تقنية صنع محطات شمسية عالميا، والاول في صنع قداحات الطائرات في غرب آسيا، والرابع بقدرتها البحرية في العالم، والبلد الناجح في اطلاق الاقمار الصناعية للفضاء، ومن الدول القليلة التي تنتج الوقود  التركيبي للصواريخ، والمبدعة في صنع لقاح وباء كورونا، والمالكة لاكبر مصنع لانتاج الاصباغ في غرب آسيا و...

وبالامس اعلن العميد حاجي زاده عن كشف صاروخي جديد بدخول صاروخ كروز "باوه" الفرط صوتي وتمكنه من استهداف اية نقطة يريدها بسرعة تفوق 13 ماخ (كل ماخ يعادل 1234 كيلومتر في الساعة). ومدى يصل الى 2000 كيلومتر، وعشرات المكتسبات الجديدة الكبيرة التي لا مثيل لها او يندر مثيلها، وهذا جانب من قدرات الجمهورية الاسلامية الايرانية الباعثة على الفخر.

3 ـ ان جهاز الامن والمخابرات الايرانية ومنذ الايام الاولى لانتصار الثورة الاسلامية لليوم تواجه اجهزة المخابرات المعروفة عالميا مثل جهاز السي آي ايه، والموساد، وMI6 البريطانية، وجهاز DGSE الفرنسية،  والمخابرات الالمانية BND، وعشرات اجهزة المخابرات والامن الصغيرة والكبيرة، ومن هذه القناة توصلت الى قدرات يقل مثيلها، وحتى انه باعتقال متزامن لعدة جواسيس للسي آي ايه، وباعطاء معلومات مزيفة ومدروسة وجهت ضربات قاصمة للخصم، فاصطادت العميل الامني المهم للموساد لتستخدمه في اصطياد قادة المجاميع الارهابية عن طريق شبكة المخابرات في الخارج وجلبهم لداخل البلد و...

4 ـ ان التطور الملحوظ في الجانب العسكري والنجاحات المتعاقبة في كبح اي تآمر، واجهاض المجاميع الارهابية المدعومة مادياً وتسليحيا وامنيا من قبل اعداء الخارج، اذ ان تدمير عصابات داعش هي غيض من فيض، يجعل الجمهورية الاسلامية الايرانية تتمتع بدعم لا مثيل له من قبل الشعب الذي جدد ملحمة مسيرات 22 بهمن، والحضور المقتدر في المنطقة وابعد من ذلك و... وهي امثلة على الامكانات الاعجازية لايران يطيل ادراجها هنا ونحن ملتزمون بحجم المقال.

5 ـ وهنا يثار التساؤل الآتي، انه بالنظر للقدرات المذكورة، وهي قليل من كثير لم يذكر، فهل من اللائق ان يحل ثلة من اشباه الرجال من لا سابقه لهم وبدعم واضح ومخفي من قبل اعداء الخارج وبلطائف الحيل المختلفة، ليخترقوا نظام العملة الصعبة للبلد ويثيروا العلل، ليسحبوا البساط في ادارة العملة في البلاد من مدراء لائقين ومحترقين في الحكومة الشعبية ويضعوها تحت تصرفهم؟! ولما كان سعر الدولار مؤثرا، وللاسف الشديد، على مؤشر سعر جميع السلع والخدمات، مما سيحمل الشعب الايراني المظلوم الغلاء المستشري والمتصاعد؟!

6 ـ وكما جاء في مقدمة المقال، فقد شدد السيد خاندوزي وزير الاقتصاد والمالية المحترم بانه "سيتم كشف ما وراء كواليس سوق العملة الصعبة لتتعامل المؤسسات الامنية والمخابراتية والقضائية مع من سولت له نفسه التلاعب بالاسعار"، كما وقال السيد قاليباف رئيس مجلس الشورى الاسلامي المحترم، وهو من القادة المرموقين في الحرب المفروضة، انه "لاجل تنظيم سوق العملة الصعبة توصلنا الى مفترقات هامة".

ان هذين الخبرين ان لم يتعامل معهما الحكومة والمجلس والسلطة القضائية. بحزم، ويشذبوا الكثير من الملاحظات التي لا اساس لها، فلا يرقيا للمعالجة العملية.

7 ـ وينبغي ان نؤمن ان العدو قد فتح جبهة عريضة من الحرب الاقتصادية (وهي جانب من الحرب المركبة" ضد ايران الاسلامية وشعبه الشريف، اذ من البديهي ان الحرب بحاجة الى اركان العمليات المشتركة. فوزارة الخزانة الاميركية بمثابة غرفة حرب الشيطان الاكبر، فاين هي غرفة عملياتنا؟! وحين يعلن "جنت بلي" وزير الخزانة والبرمجة الاميركية وبرنامجه ضد بلدنا، نشهد همهمة من روبرت مالي مسؤول مواجهة ايران الاسلامية، وكاميلا هريس مساعد بايدن، وآنتوني بلينكن وزير خارجية اميركا و... وحتى وزير الدفاع الاميركي "لويس آستين" له رؤية مشابهة يلفظها على لسانه ليسلك نفس المسار، نشهد على الجهة الثانية ولكن في عدة موارد بعض الرؤى تتقاطع مع بعضها مما يجعل التحرك لمواجهة مؤامرات الخصم مختل الوجهة.

8 ـ على سبيل المثال، فانه لفترة وليست بالقصيرة كان بامكان كل فرد من المواطنين، وبالافصاح عن هويتهم الشخصية ان يحصلوا على 5000 يورو! وكيف؟!

ولاي سبب؟! فلم يكن واضحا لماذا كان يجلب الدلالون كل يوم عددا من القرويين ومناطق شعاع طهران بالشاحنات الى طهران، فيعطوهم 800 الف الى مليون تومان ليحتكروا العملة الصعبة بحوزتهم جراء معاملة البيع هذه! فمقاربة الحكومة المحترمة هذه ما الدافع من ورائها؟! ولا من يوضح ذلك! فقيل ايام من تطبيق هذه المقاربة تمهلت لتصل لقرار هو ان من يهم بالسفر ويحتاج للعملة الصعبة، بامكانه ان يحصل على العملة الصعبة بعد بلوغه الحاجز الاخير في المطار.

وكان خبراً باعثاً على الامل، الا انه بالامس تم الاعلان عن ان الحصول على العملة الصعبة ميسر باراءة الهوية الشخصية (اي دون اي دليل ومن دون اي ضرورة) فلماذا هذا القرار؟؟؟

9 ـ وهنا لابد من القول، انه لم يكن متوقعا من الحكومة السابقة بالنظر للمسار الكارثي في كثير من المجالات التنفيذية ـ ومنها الاقتصادية ـ وما جلبته للشعب من مشاكل كارثية، لم يكن متوقعا منها ان تقدم على اجراء مناسب في هذا الخصوص. فلم يكن متوقعا من حكومة اضاعت عشرات المليارات من الدولارات وستين طناً من الذهب، وتضييع الكثير من امكانات البلد قربان خطة العمل المشتركة لاجل الغاء العقوبات والتي لم نحصد منها سوى زيادة هذه العقوبات، لتكون تركتها 480 الف مليار تومان من التضخم في الميزانية، و500 الف مليار تومان من سندات القرض، وافلاس آلاف المعامل ومراكز الانتاج و... لتكون عبئاً على الشعب، فهل يتوقع من هكذا حكومة ان تنظم سوق العملة الصعبة، ولكن من مسؤولي اقتصاد الحكومة الشعبية للسيد رئيسي والتي خلال فترة العام واشهر قليلة جاءت بمكتسبات جمة، وكذلك لاجل تقدير شأن الشعب المرموق والذي يضرب به المثل، يتوقع ان تستبين المنافذ الموجودة بهذا الخصوص ليتم التعامل معها بحزم. فجميع القرائن تعكس مدى نشاز الخلل في سوق العملة الصعبة وان هناك مؤامرة محسوبة خطط لها الاعداء.

ولاجل مواجهة هذه المؤامرة يترتب على اجهزة الامن والمخابرات العبء الاكبر. وليتم تجنب التساهل والضرب بيد من حديد لمافيا العملة الصعبة. اذ ان معيشة الناس تتعرض للضرر.

واخيرا لابد من القول انه على اي اساس يتم دفع تكاليف معيشة المرفهين وذوي رؤوس الاموال الضخمة وايادي الاعداء من جيوب المواطنين العاديين.