kayhan.ir

رمز الخبر: 16603
تأريخ النشر : 2015March13 - 20:41

شفافية ايران تربك المشرع الاميركي

مع ان طهران لاتثق باميركا ولا بوعودها ولا بتطميناتها حتى وضع اللمسات الاخيرة للاتفاق النووي الشامل المزمع توقيعه قريبا لخبرتها الطويلة بالنكوث والحيل والخدع الاميركية التي تمارسها لاستحصال ما يمكن ان تكسبه من امتيازات لصالحها حتى اللحظة الاخيرة، الا ان طهران شرعت في سياق التزاماتها و تعهداتها وبعيدا عن الاضواء محادثاتها مع الدول الست الكبار من اجل اعداد مشروع قرار ملزم في مجلس الامن لرفع العقوبات عنها فور التوصل الى اتفاق نووي ومن البديهي ان يعتمد القرار بتصويت في مجلس الامن فور التوقيع على الاتفاق النووي بين ايران و دول 5+1.

وتذهب التوقعات بان يكون نص القرار الاممي شاملا و نهائيا بشكل يفيد بان المجتمع الدولي يعتبر العقوبات مخالفة للشرعية الدولية وبالتالي هذا لا يسمح للقوانين الوطنية بتجاوزه وهو شرط وضعته ايران لقطع الطريق على من يريد ان يتلاعب بالقرار وهذا ما ذهب اليه قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي ومضمونه بان ايران اذكى من اميركا ولم تسمح لها بالالتفاف على الاتفاق.

وكلما اقتربت المحادثات من نهايتها نرى الجانب الاميركي المضطر والمتعطش لحصول الاتفاق يناور و يصعد من خطابه لاحتمالين اما زيادة سقف المطالبات او للمنافسة الحزبية داخليا ومهما يكن فان هذا لا يعني ايران ولا شان لها به انما الذي يهمها ان ترى امامها دولة ملتزمة بالقوانين و المواثيق الدولية.

واليوم فان ما يدور في الداخل الاميركي وضع مصداقية هذا البلد امام امتحان يصعب عليها ان تتجاوزه فرسالة الجمهوريين في الكونغرس وتحذيرهم لايران في هذه الفترة الزمنية الذي قطعته المفاوضات احدثت ارتباكا في الموقف الرسمي الاميركي ولعله يعتبر خطأ استراتيجيا بامتياز اضر بمصداقية الدولة الاميركية واعتبارها على الصعيدين الاقليمي و الدولي لدرجة ذهبت بعض الاوساط الرسمية والشعبية في اميركا بوضع الموقعين على هذه الرسالة في خانة الخيانة فيما ذهبت بعض الاوساط الاخرى بوصفها بـ"العمل الشائن و غير المسؤول" كما اجبر الوزير الاميركي جان كيري على الذهاب الى الكونغرس لمواجهة الجمهوريين وتحذيرهم من عواقب ما فعلوه في هذا المجال.

هذا التصرف اللامسؤول والارعن من الجمهوريين كشف من جهة هشاشة الدولة الاميركية وفقدانها لقرار مركزي يحترم ارادتها و يؤمن لها مصالحها الوطنية وفقا لالتزاماتها امام الدول الاخرى ومن جهة اخرى جهل هؤلاء الجمهوريين الذين هم اعضاء في الكونغرس بنصوص المواثيق والمعاهدات الدولية لذلك كان هذا التصرف السلبي نقطة ايجابية لصالح ايران في هذا المجال لانه غاب عن ذهن هؤلاء السيناتورات هذه الحقيقة بان صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي حول رفع العقوبات سيكون ملزما قانونا وان ابعاده تتجاوز القوانين الوطنية لذلك من العسير ان يقدم الكونغرس على خطوة لالغاء مثل هذا الاتفاق الذي توقعه الدول الست الكبار وليس اميركا وحدها.