kayhan.ir

رمز الخبر: 165844
تأريخ النشر : 2023February22 - 20:38

الدبلوماسية التي اطاقت بقوة الردع

 

عقب القرار المتوتر والانفعالي للبرلمان الاوروبي الذي صدر مؤخرا والغير ملزم لدول الاتحاد الاوروبي بوضع حرس الثورة الاسلامية على "قائمة الارهاب" تباينت ردود الافعال في دول الاتحاد وطرحت تساءلات عديدة عن جدوى مثل هذا القرار وقانونيته لان حرس الثورة الاسلامية مؤسسة عسكرية سيادية والاكثر من ذلك هو الذراع الاهم والابرز للقوات المسلحة الايرانية الذي يشهد لدوره الرئيس في محاربة الارهاب والقضاء عليه في المنطقة والعالم.

فمن غير الممكن ان يقدم الاتحاد الاوروبي على مثل هذه الخطوة الحمقاء التي هي بمثابة من يطلق النار على رجليه، لكن يبدو ان البرلمان الاوروبي لم يستطع مقاومة الضغوط الاميركية والصهيونية عليه.

لكن المفارقة هو ان الموقف الالماني كان اكثر شراسة وتصعيدا تجاه طهران من شركائه خاصة في احداث الشغب الاخيرة التي شهدتها ايران وكانت السباقة في مواقفها العدائية ضدها داخل الاتحاد الاوروبي ومؤسساته والمطالبة بفرض المزيد من الحظر عليها اضافة الى استظافتها لمناوئي الثورة على اراضيها وقد وصلت الصلافة بها لتجعل سفارتها في طهران طوال احداث الشغب مقرا لعمل المخابرات الاوروبية لتاجيج اعمال الشغب في ايران. لكن ما تفاجئ به الجميع خلال مؤتمر ميونيخ للأمن هو تصريحات وزيرة خارجية المانيا "انالينا بيربوك" التي اظهرت المانيا على انها حمامة سلام وقد تغيرت لهجتها 180 درجة عندما اكدت يتعين علينا عدم التصعيد النووي مع ايران". وفي مكان آخر تقول: "خبراؤنا لم يجدوا سببا قانونيا لادراج حرس الثورة في قائمة المنظمات الارهابية".

سبحان الله ما الذي طرأ على الساحة الدولية حتى تتحول المانيا الى المقلب الاخر. لاشك ان قوة الردع الايرانية بالرد بالمثل في اعلانها وضع جيوش الاتحاد الاوروبي على لائحة الارهاب وكذلك فشل احداث الشغب الاخيرة التي مولها الغرب وعلى رأسه اميركا وخطأ محاسباتهم الفاضحة والاهم من ذلك الرسالة البليغة للحشود المليونية للشعب الايراني والتفافها حول قيادته الحكيمة بمناسبة الذكرى السنوية 44 للانتصار الثورة الاسلامية والتي كانت بمثابة استفتاء جديد لشرعية النظام الاسلامي كلها ارغمت الجانب الالماني ان يتراجع عن مواقفه السابقة ويلجأ الى الدبلوماسية ولغة الحوار.

يبدو ان الاتحاد الاوروبي بما فيها المانيا ادركت مؤخرا تبعات ومخاطر مثل هذه الخطوة الكارثية بوضع حرس الثورة الاسلامية على لائحة الارهاب على الامن والسلام الاقليمي والعالمي لانها كانت انتهاكا صارخا لميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية وهذا ما كان يفتح الباب على مصراعيه لانفلات الامور وعدم السيطرة على مجريات الاحداث مستقبلا لذلك تؤكد طهران وباستمرار فاما ان تكون المنطقة آمنة للجميع ام لا تكون لاحد.