لا قيمة لمؤتمر تغيب عنه ايران
مؤتمر ميونيخ الامني الذي انبثق في ستينيات القرن الماضي على انه تجمع لقادة الغرب العسكريين للنظر في الشؤون العالمية ونزاعاتها لكنه في تسعينيات نفس القرن تحول الى تجمع سياسي امني يشارك فيه زعماء عالميون من غربيين وشرقيين وعرب وغيرهم بهدف المساهمة في حل النزاعات والقضايا العالمية بالطرق السلمية.
لكن ما يؤسف ان مؤتمر ميونيخ الامني والذي يعود انبثاقه لعقود طويلة لم يكن يوما محايدا في نظرته للقضايا والنزاعات العالمية بل كان على الدوام في خدمة تحقيق اهداف الدول الكبرى ومصالحها. وجاء هذا العام الذي لم توجه الدعوة لروسيا وايران الغائب الحاضر بكل ثقله في النزاعات الاقليمية والدولية بشكل نشط وايجابي يكشف على حقيقة بان المؤتمر خرج عن طوره الاممي واصبح ينحسب في الغرب وهذه ضربة موجعة لالمانيا التي اخرجت المؤتمر من بعده الدولي عبر اتخاذها لمواقف معادية لايران وروسيا وحصره في الاقليم الغربي والتي ووجهت انتقادات شديدة من الصحافة الالمانية ـ ولا شك ان ابعاد ايران وروسيا عن مؤتمر ميونيخ قد فرض الغرب العزلة على نفسه لئلا يواجه الحقائق.
ويعتبر "مؤتمر ميونيخ الامني " اهم تجمع غير حكومي لمناقشة القضايا السياسية والامنية في العالم والبحث عن حلول لها لكن ما يصدر عن المؤتمر لم يكن رسميا ولا تتخذ فيه القرارات كما هو الحال في مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي له نهج اقتصادي خاص به .
ان الغرب العاجز عن مواجهة ايران يتهرب باستمرار من
من الاذعان الى حقوقها، يحاول كل مرة عبر حركاته الدعائية السخيفة التملص من الاستحقاقات اللاحقة لكن هذه المرة وصل به الافلاس الى الحضيض ليدعو ابن الشاه المقبور رضا بهلوي الذي لا يميز بين يده اليمني عن اليسرى في لقاء متلفز ظهر مؤخرا الى المؤتمر للاستثمار فيه واستخدامه للداعية نكاية بايران لا اكثر.
وما يؤسف له ان الغرب وبقيادة اميركا المهيمنة على المنظمات الدولية لا تستثنى مؤتمر ميونيخ الامني من نهجها الدكتاتوري والاحادي للسيطرة عليه باعتباره منصة يمكن عبرها اتخاذ مواقف سياسية معادية لايران وروسيا والتي هي في الاساس لا جدوى منها ولا توخذ بنظر الاعتبار لانه مجرد لقاء للتشاور وتبادل الافكار والاراء.
فدعوة ايران وعدم دعوتها لمثل هذا المؤتمر لا يقلل من موقعها اوشأنها او مكاناتها الاقليمية والدولية التي ادت دورا رياديا ومحوريا في القضاء على تنظيم داعش الارهابي الذي صدرته اميركا للمنطقة بالتعاون مع بعض دولها لتقسيم بعضها والهدف الاكبر كان منها تشويه صورة الاسلام الناصعة من خلال الارهاب الدواعش الى هي خطة اميركية بحتة على حد جهلهم وفهمهم الخاطئ لاخراجه من الساحة السياسية على انه دين تدميري ودموي خطير للغاية يهدد البشرية لكن تصدى الفريق الشهيد سليماني الشجاع والجريء والمقدام لمواجهة المشروع الاميركي الداعشي والقضاء عليه هو الذي وفر الأمن لاوروبا ولو لا جهاد الشهيد سليماني وحضوره الميداني المباشر لما كانت اوروبا اليوم متنعمة بالأمن حتعى تستطيع عقد مثل هذا الاجتماع وفي هذا الجو الآمن. فبدون حضور ايران لا معنى لمثل هذا المؤتمر المزيف والنفاقي الذي يقلب الحقائق.