kayhan.ir

رمز الخبر: 165536
تأريخ النشر : 2023February18 - 20:43

لا هيمنة لاميركا بعد اليوم!

مهدي منصوري

من المعروف ان السياسة  الاميركية قائمة على نظرية "الغاية تبرر الوسيلة " اي استخدام اي وسيلة كانت حتى ولو كان تدمير وقتل شعب كامل من اجل الوصول الى غاياتها واعتقد ان ضرب هيروشيا وناكازاغي في اليابان بالقنبلة النووية هي خير دليل ما ذهبنا اليه، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل  لو اردنا ان نفتح السجل  الاجرامي الاميركي بحق الشعوب لاحتجنا الى مئات الملفات لانه ومن الواضح للجميع ان استخدام القوة في فرض الهيمنة والسيطرة على ارادة الشعوب لايمكن ان تستمر طويلا ولن يكتب لها الدوام.

والواقع اليوم يعكس الصورة الماساوية التي تعيشها ادارة البيت بقيادة بايدن خاصة بعد ان ارتكبت الخطأ الجسيم عند وقوفها مع اوكرانيا ضد روسيا وتحشيد الغرب لان يكونوا تابعين اذلاء في المسير بنفس الطريق والذي اوصلهم الى العيش بظروف قاسية وفي جميع المجالات مما اخذت بعض  الدول الغريبة بمجارات اميركا في تقديم السلاح والمال الى برينلسكي الذي وقف بالامس وفي مؤتمر المانيا للامن يستجدي الدول ان تنقذه من المستنقع الذي اوحل فيه ويبكي حظه العاثر الذي سيدفع  به اما الى الحوار او الانتحار  كما قالها احد كبار الاعلاميين الاميركان.

وبنفس الوقت فان الوضع الداخلي في اميركا بدا ينذر بالخطر بحيث تتجه الانظار الان حالة التفكك الكبير بين القيادات السياسية  بحيث اكدت اوساط اميركية ان "اميركا تتجه نحو الحرب الاهلية". وكما اشارت اوساط اعلامية انه "لقد كتب تفكك اتحادها شرقا وغربا وما يكتب في معظم الاحوال تراه العين وكتب ذلك ليحدث بعد حرب اهلية".

والصراع القائم بين بايدن وترامب وصل حدا بحيث ان السناتور "دونالد بلفورت" اكد ان "التخلي عن مقعد الحكم سلميا ستدق طبول الحرب الاهلية وتكون ساعة الصفر ولن تهدأ احوالهم الا بعد تقسيم البلاد الى شطرين ولربما لثلاث. وان ما سيحدث للقوة الاميركية  سيحدث للقوة الاوروبية ولكن لكل فاكهة اوانها عندما يتحرر العالم من ظلم الاميركيين.

ما تقدم يظهر ان اميركا اليوم وفي ظل هذه التداعيات المريرة ستجد نفسها وحدها في الميدان مما يفرض اعادة حساباتها من جديد خاصة وان منطقة الشرق الاوسط تغلي بالعداء ضد هيمنة اميركا سواء كان في العراق وغيرها وان مطالبات الشعوب بطرد اميركا واخراجها للويلات التي جنتها عليهم ستجبرها على الرحيل، والملاحظ ايضا ان اميركا اليوم لم تعد اميركا في الستينات والسبعينات من هذا القرن بان تآمر وقطاع بل العكس هو الصحيح، فانها تعيش وضعا مختلفا جدا لان اغلب علاقاتها مع دول المنطقة على غير مايرام لان يقظه الشعوب كشفت زيف ادعاءاتها عن مفاهيم الديمقراطية والسلام والامن ومنع المساعدات عن سوريا خاصة وهي تعيش الظروف الصعبة بعد الزلزال لدليل قاطع على انها فقدت حتى انسانيتها وعادت لصورتها الوحشية الحقيقية.

واخيرا فان الحديث عن جرائم اميركا ومستقبلها المرعب قد افقدها هيمنتها وسيطرتها على الشعوب وان الايام القادمة ستبرهن الامر جليا وعلى مرأى ومسمع من العالم اجمع.