kayhan.ir

رمز الخبر: 165366
تأريخ النشر : 2023February13 - 21:12

ايران والصين تكرسان اقتدارهما الدولي

 

لا شك ان زيارة الرئيس ابراهيم رئيسي للصين التي يزورها لمدة ثلاثة ايام على راس وفد رفيع المستوى يتشكل من خمسة وزراء ورئيس البنك المركزي، تعتبر نقطة تحول هامة في علاقات البلدين التي تمتد لقرون طويلة، لكن ما طرأ على هذه العلاقات من تطورات هامة بعد انتصار الثورة الاسلامية خاصة في تطابق رؤاهما تجاه اكثر التطورات العالمية خاصة احترام القيم المعنوية والانسانية وحق الشعوب في الانتخاب وتقرير المصير وتحقيق العدالة وهكذا تجاه التعددية القطبية ونبذ الاحادية القطبية والهيمنة على العالم، دفع بالامور باتجاه بناء علاقات استراتيجية متوازنة خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين اللذين يشكلان قطبا الرحى في القارة الاسيوية. فالصين بما تمتلك من امكانات وثروات هائلة وصناعات متقدمة في غرب آسيا كقوة عظمى تتمتع باقتصاد قوى تستطيع بناء علاقات اقتصادية وتجارية مع ايران التي هي الاخرى تتمتع بثروات وامكانات هائلة وموقع استراتيجي هام في غرب آسيا خاصة وانها سجلت خلال السنوات الاخيرة انجازات عظيمة في مختلف المجالات والقطاعات كالنووي والفضائي والنانو والخلافيا الجذعية والصناعات المدنية والعسكرية ومنها المسيرات المتطورة جدا التي تضاهى وتفوق على نظيراتها في اميركا والغرب.

فالقوتان الاسيويتان اللتان يرتبطان بعلاقات مميزة ويمتلكان قرارهما في رفض الضغوط الخارجية خاصة الاميركية، يكرسان اقتدارهما الدولي ويكملان بعضهما البعض من خلال طريق الحرير التاريخي عازمان اليوم على احياء هذا الطريق من جديد لتعزيز التجارة العالمية.

فزيارة الرئيس رئيسي لبكين تأتي في وقت قد قطع البلدان خطوات كبيرة لتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي طويل الامد الموقع بينهما والذي سيدخل حيز التنفيذ في هذه الزيارة.

فطهران الحريصة على بناء علاقات التعاون مع جميع دول العالم باستثناء دويلة الكيان الصهيوني الموقته، لا تنسى الدول الصديقة خاصة الصين التي سجلت مواقف ايجابية ومتقدمة في التعاون مع ايران في جائحة كورونا وانضمامها لمعاهدة شنغهاي وهكذا بريكس لذلك تعمل ما في وسعها لمزيد من التطور والتقدم في علاقات البلدين التي تصب في مصلحة الشعبين لقد ارتكب الغرب وفي المقدمة اميركا خطأ تاريخيا فادحا في حساباته يوم راهن على ان العقوبات ضد ايران ستحرجها للرضوخ الى الحصار الاقتصادي ووضعها في الزاوية الحرجة، لكن ايران الاسلام وبالاعتماد على الله سبحانه وتعالى وشعبها الصبور والمضحي تكيفت مع الحصار واستطاعت بما تمتلكه من خيارات واوراق كثيرة وعبر التعاون مع الدول الجارة والصديقة كالصين الشعبية الالتفاف على الحصار وكسره وافشاله وهذا ما اعترف به الاميركان انفسهم بان الضغوط القصوى قد فشلت تماما.

فزيارة الرئيس رئيسي للصين والتي يمكن وصفها بالتاريخية هي الاولى من نوعها بعد عقدين من الزمن، هي رسالة تحد بحد ذاتها للغرب الذي تصورواهما بانه سيخضع ايران عبر العقوبات الجائرة ويعيدها الى المربع الاول بان العالم ينحصر في الغرب لكن ايران بتعاملها المنفتح مع العالم ابطلت زيف التصورات الغربية الواهية واثبتت للقاصي والداني انها تستطيع وعبر قرارها الوطني المستقل شق طريقها وبناء علاقات متوازنة مع دول العالم ومنها الصين في اطار الاحترام المتبادل المبني على الثقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.