ايران اجلت الزيارة بعد ان ابلغت بعدم تحديد موعد بين ظريف والملك السعودي
رضوان الذيب
خبر تأجيل زيارة وزير الخارجية الايراني الى المملكة العربية السعودية طغى على كل الملفات المحلية والاقليمية لانعكاساته المباشرة على لبنان، وملفات العراق وفلسطين واليمن والبحرين.
وتشير المعلومات الى ان ايران تلقت الدعوة الايرانية بكل ايجابية رغم انها تأتي ضمن اطار اجتماعات مجلس التعاون الاسلامي وليس من ضمن اجتماع ثنائي بين البلدين كما ترغب والذي ابدى الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني عند انتخابه العام الماضي كل الرغبة بزيارة الرياض التي ردت بالترحيب بالزيارة من ضمن موسم الحج وليس كزيارة بين دولتين لمعالجة ملفاتهما الحساسة.
وحسب المعلومات "فان ايران ابدت كل الترحيب بالزيارة الى الرياض، لكن الدوائر البروتوكولية في وزارة الخارجية الايرانية تفاجأت بأن مواعيد لقاءات ظريف لا تشمل لقاء مع خادم الحرمين الشريفين، وتم التبرير بسفر الملك وكثرة مواعيده، وعلى الفور ردت ايران بتأجيل الزيارة، لان الملفات بين البلدين تستدعي لقاء ثنائيا مع الملك وليس من ضمن لقاءات الوفود كون زيارة ظريف للرياض هي حدث استثنائي بحد ذاته،بعد سنوات من القطيعة.
وتشير مصادر متابعة للملف ان تأجيل زيارة ظريف الى الرياض ابعد من الامور البروتوكولية بكثير، بل تتعلق باستمرار الخلافات المستعصية بين البلدين وبالتحديد في الملفين اليمني والعراقي، اما الملف اللبناني فايران ابلغت الجميع انه في عهدة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهو من يقرر في هذا الامر، وايران توافق على كل ما يوافق عليه الامين العام للحزب، وبالتالي فان ايران لا تتدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية، حتى ان ملف التسهيلات بتشكيل الحكومة اخذه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصيا وكذلك الخطة الامنية وليست طهران اواي دولة اخرى.
وتشير المصادر الى ان حزب الله لا يمكن ان يعلن موقفا من الاستحقاق الرئاسي دون التشاورمع دمشق حيث النظرة للاستحقاق واحدة بين دمشق وحزب الله وكل فريق 8 اذار وهذا الامر بالتشاور لا ترغب به السعودية ولا تريد ان تعطي اي ورقة للرئيس الاسد، وهذا الامر يرفضه حزب الله.
وحسب المعلومات انه في ظل هذه الاجواء فان اي تقدم بالعلاقات السعودية – الايرانية يحتاج الى ظروف افضل ورغم ذلك فان حزب الله يحرص على استمرار الاستقرار وتعزيزه وبالتالي فان الحوار بين عون والحريري يحظى بتأييد الحزب وهو شجع عون على الاستمرار للوصول الى نتائج، كما ان التواصل بين حزب الله وتيار المستقبل قائم حول العديد من الملفات الاساسية.
واكدت المصادر انه "من الطبيعي ان ينعكس اي تقارب او تباعد بين ايران والسعودية على الملفات الداخلية، وان حزب الله الذي يملك مفتاح الحل والربط بالنسبة لرئاسة الجمهورية لا يمكن الا ان يأخذ هواجس ايران الاقليمية والدولية بعين الاعتبار كذلك سوريا، ولفتت الى انه طالما الحوار الايراني – السعودي متعثر حول العراق فان لا أمل بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وان السعودية هدفها الاول والاخير عدم عودة المالكي ايضا وهذا ما ادى الى بلبلة في العلاقات الاميركية – السعودية، كذلك فان هجوم الحوثيين في اليمن وقربهم من السيطرة على مداخل العاصمة اليمنية صنعاء، زاد من القلق السعودي والهواجس وتعثر الاتصالات البعيدة عن الاضواء.
وحسب المعلومات فان الامور ستبقى معلقة ولا مطلقة بالنسبة للعلاقات الايرانية السعودية والحسم بعيد، وطالما الامور غير واضحة فان حوار عون ـ الحريري سيستمر ولكنه سيبقى غير واضح ايضاً، واستمراره برضي الدولتين لمساهمته بتهدئة اجواء البلاد في ظل القرار الدولي بالاستقرار، وبالتالي بقاء "الستاتيكو” على حاله،و بقاء الحكومة بالحد الادنى حتى حصول تطور ايجابي في العلاقات السعودية الايرانية بجهد فرنسي، فيما دول "الكونكاف” مهتمة في لبنان والاستحقاق الرئاسي اكثر من اميركا التي يتركز همها على الاستقرار والموافقة على اي اسم يأتي نتيجة التوافق السعودي الايراني برعاية فرنسية ولا مشكلة عندها، لكن واشنطن تنظر بكل ايجابية للتحركات النقابية الاخيرة لاعتقادها انها يمكن ان تبلور نهجاً جديداً في لبنان في ظل امتلاك واشنطن الاف الوثائق عن الطبقة السياسية اللبنانية وفسادها وعرقلتها لبناء الدولة.
الفراغ في لبنان سيبقى حتى بروز منحى ايجابي اقليمي وطالما هذا المنحى غير ناضج الان فالفراغ سيطول خصوصاً ان القوى الداخلية وتحديداً المسيحية لا قدرة لديها على التوافق على اسم يرضي كل الشرائح اللبنانية وتحديداً الاسلامية وهذا ما يزيد ايضاً في تعقيدات الملف الرئاسي الذي سيزيده تعقيداً تعقيدات ملفات المنطقة الطويلة.