kayhan.ir

رمز الخبر: 165177
تأريخ النشر : 2023February08 - 21:20

هدف الثورة بناء الحضارة الاسلامية

 

كتب المحرر السياسي

بعد غياب دام لاكثر من 14 عاما عاد الامام الخميني رضوان الله عليه الى ارض الوطن في الثاني من شباط عام 1979 ليواصل قيادته للثورة الاسلامية من الداخل وعلى مقربة من شعبه ليطوي آخر ايام عمر النظام الملكي الفاسد ويرميه في مزبلة التاريخ وفعلا بعد عشرة ايام تحقق الوعد الالهي وانتصرت الثورة الاسلامية التي بشرت بعصر جديد وهو اقامة النظام الاسلامي حيث انتقلت ايران من حقبة التبعية المطلقة للغرب وخاصة اميركا الى حقبة التحرر والاستقلال  والسيادة الدينية الشعبية واتخاذ القرارات  الوطنية المستقلة بعيدة عن الشرق والغرب حيث اصبح الشعب هو كلمة الفصل في ادارة الدولة من خلال المشاركة في الانتخابات وانتخاب ممثليه لقيادة البلد وهذا ما تحقق باذن الله حيث اصبحت ايران دولة مؤسساتية ثابتة تمتلك كل مقومات الدولة العصرية المبنية على الاسس الديمقراطية الحديثة، لكن ما يميزها عن الانظمة الاخرى ان نظامها اسلامي ويتسند في تشريعاته ومواقفه على المبادئ والتعاليم الاسلامية السمحة لادارة شؤون الناس.

ولا شك ولا ريب ان انتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران لم يغير موازين القوى في المنطقة فحسب بل غيرها في العالم ايضا وهذا ما ترجم لاحقا حيث انتقلت الماركسية الى متاحف التاريخ بسقوط الاتحاد السوفيتي الذي سيلتحق  به النظام الراسمالي قريبا باذن الله وخاصة الاميركي الذي اطاحت الثورة الاسلامية بهيبته وهيمنته من المنطقة وهذان انجازان كبيران سيخلدان في التاريخ.

غير ان مسيرة الثورة الاسلامية مستمرة وتمتلك مشروعا طويل الامد لتحقيق جميع اهدافه والاهم فيه هو بناء الحضارة الاسلامية الحديثة وللوصول الى ذلك الهدف وفقا لرؤية الامام الراحل قدس سره وخلفه الصالح الامام الخامنئي يتطلب اجتياز اربعة مراحل وها نحن اليوم وفقا لهذه الروية في المرحلة الثالثة وهو بناء الدولة الاسلامية الذي يتطلب فيه أسلمه جميع مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا و...

فالمرحلة الاولى انحصرت بالفترة الزمنية التي ثار فيها الشعب الايراني وسجل انتصاره التاريخي الذي لازالت تاثيراته مستمرة في كل مكان حتى اليوم.

اما المرحلة الثانية هو بناء هيكلية النظام الاسلامي والاطار العام الجديد للنظام الذي يتخذ من الاسلام منهجا لادارة البلد وشؤون الناس وقد تحقق هذا الهدف ايضا. اما اليوم فنحن في المرحلة الثالثة من مشروع الثورة الاسلامية الذي هو بناء الدولة الاسلامية وهذا ما يتطلب جهدا كبيرا لتاسيس الدولة  الاسلامية التي لابد من تطبيق الاسلام بحذافيره في مناحي الحياة المختلفة ليتلمس الناس نعمة الاسلام الحقيقية. وبعد تحقق هذه المرحلة ستنتقل الثورة الاسلامية الى المرحلة الرابعة وهو بناء المجتمع الاسلامي الذي سيصبح نمط الحياة فيه اسلاميا ويتذوق المجتمع حلاوة الايمان والاسلام وعندها ستكون ايران الاسلامية قد قدمت نموذجا اسلاميا صالحا تقتدى به المجتمعات البشرية الاخرى، اما المرحلة الخامسة والنهاية هو بناء الحضارة الاسلامية وهذا ما ركز عليه سماحة الامام القائد حفظه الله في  بيانه الهام جدا الذي اسماه "الخطوة الثانية للثورة" للاعوام الاربعين القادمة حيث اكد سماحته ان "هدف الثورة الاسلامية هو بناء الحضارة الاسلامية" التي ستكون بالتاكيد نموذجا رائدا تستطيع مقارعة الحضارة المادية الغربية المنحطة حيث حاول "صامويل هنتنغتون" يائسا تثبيت نظريته صراع الحضارات بان الحضارة الغربية هي السائدة في نهاية التاريخ وهذا ما ثبت بطلانه.