kayhan.ir

رمز الخبر: 165113
تأريخ النشر : 2023February07 - 20:15

الزلزال فضح الازدواجية الغربية وهشم "قيصرها"

 

الزلزال المدمر والكارثي الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية والذي اودى بحياة الآلاف من نساء واطفال ورجال وشيوخ، ادمى في الواقع قلوب البشرية على السواء دون تميز بين اسود وابيض مسلم او غير مسلم من هذا العرق ذلك. فأرهاق الارواح سواء في كوارث طبيعية أو غير طبيعية ليس بالامر الهين الذي يمكن المرور عليه مرور الكرام. فما اصاب الشعبين التركي والسوري من ويلات ومآسي خلال اليومين الماضيين جراء هذا الزلزال وارتداداته المتوالية وما نجم عنه من خسائر واضرار كبيرة مادية ومعنوية وبشرية هي فوق طاقة هذين البلدين بكثير ولا يمكن معالجة الموقف من دون مساهمة الدول الاخرى ومساعداتها على تخطي هول المحنة الكبيرة والشاقه جدا.

لكن الغريب والعجيب هو مواقف الدول الغربية التي تتغنى ليل نهار بالانسانية وحقوق الانسان نراها قد غابت عن الساحة السورية وبان نفاقها وازدواجيتها حين ركزت اهتمامها على تركيا الاطلسية فقط وهذا ما كشف زيف ادعاءاتها الفارغة وعرتها على حقيقتها وسقطت اخلاقيا بكل ما للكلمة من معنى امام الرأي العام العالمي حيث رجحت المواقف السياسية على القضايا الانسانية البحتة التي يجب ان لا تخلط بالقضايا الاخرى بأي حال من الاحوال.

ومازاد من فضيحة الدول الغربية تجاه سوريا في هذه المحنة هو موقفها المشبوه واللاانساني في عدم مساعدة الشعب السوري الذي تعرض لكارثة طبيعية تستوجب مرة بكل الاحتياجات الضرورية ليجتاز هذه المرحلة الجسيمة في حياته لكننا نرى ان هذه الدول نفسها كيف عمت التكفيريين الارهابيين وبسخاء المال والرجال لقتل وتدمير الشعب السوري باسم "الثورة" ودعم الشعب السوري!!.

فالشعبان السوري والتركي اللذان تحملا نتائج الزلزال الاخير وخسائره المادية والبشرية وتداعياته السلبية الكبيرة يواجهان محنة واحدة في مؤامراة من قضوا في هذا الزلزال ومعالجة الجرحى وانتشال من تبقى تحت الانقاض ومن ثم اعادة الاعمار وعودة الحياة الطبيعية الى المدن والمناطق المتضررة وهذ ما سيقرب بين الشعبين ويسرع في اعادة العلاقات بينهما.

ان التعاطى الغربي اللامسؤول والقذر مع كارثة طبيعية بحجم الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا واوقع كل هذه الخسائر قد ازال آخر فصول الستار عن ازدواجيته ونفاقه وتباكيه المزور على الانسانية ولو لا ذلك لكن بامكان هذه الدول التي تختفي وراء قانون "قيصر" الارهابي ان ترسل مساعداتها عبر بعض المنظمات غير الحكومة التي هي من تتولى ايضا توزيعها على المنكوبين في سوريا.

لكن سوريا لم تعر اي اهتمام بالمساعدات الغربية ان وصلتها وان لم تصلها فهي لن تبقى يوما وحيدة في الساحة. فالاشقاء والاصدقاء لن يتركوها وسيقدمون لها قدر المستطاع من مساعدات عينية وغير عينية لاجتياز هذه المحنة والمصيبة التي المت بها. وهذا ما ترجم على الارض بتهشيم قانون "قيصر" الارهابي من خلال وصول الطائرات المحملة بالمساعدات من مختلف دول العالم الى المطارات السورية.

ان الغرب المنافق الذي يدعي ان له دورا في وضع بعض المعايير الانسانية للتعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية والمنكوبين فيها بعيدا عن العلاقات السياسية والمخاصمات والخلافات والمواقف لكنه اليوم قد سقط في التجربة السورية وعليه ان يتداول نفسه قبل ان يحرق آخر ورقة ان بقيت لديه لينافق في مجال حقوق الانسان.

ان الاسلام العظيم ومبادئه السمحة لم تترك مجالا في مختلف مناحي الجباة الا ووضع له حلا لئلا تبقى ثغرة مفتوحة يستغلها الاعداء. فعندما اوفد الامام علي امير المؤمنين عليه السلام الصحابي بن مالك الاشتر الى مصر سلمه عهدا معا وصايا كبيرة ومنها في الرعية قائلا "فانهم نفان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق. وهذا ما اقتبسه الشاعر الايراني الكبير سعدي رحمة الله عليه من هذه المقولة العظيمة وترجمها في ابياته التالية.

الناس كالاعضاء في التعاضد

فهم في الاصل من خالقا واحد

اذا اشتكى عضو تداعى للسهرِ

بقيةُ الاعضاء حتى يُستقرِ

إن لم تغم لمصاب الناسِ

فلست إنساناً بذا القياسِ