kayhan.ir

رمز الخبر: 164961
تأريخ النشر : 2023February05 - 20:11

من يصدق ان بايدن يهمه أمن العراق؟

 

مهدي منصوري

اشار بايدن عند اتصاله مع السوداني ان "اميركا يهمها امن العراق" لانه وباستقرار العراق امنيا ستستقر كل المنطقة. ورغم ان المقولة فيها جانب من الصحة الا ان المراقبين والمتابعين للشأن العراقي علقوا بالقول اذا كان اعتقاد بايدن صحيحا ومن الطبيعي جدا انه غير صحيح بل هو وكما يقول المثل "ذر الرماد في العيون" لان العراق ومنذ الغزو الاميركي الغاشم وليومنا هذا لم ير الاستقرار الامني ولا السياسي ولا الاقتصادي او غيره رغم النفوذ الاميركي الذي شمل كل البلاد، بل والعكس هو الصحيح ان الوضع المتأزم الذي عاشه العراقيون وبعد سقوط الصنم الصدامي ودخول الاميركان الغزاة عانوا من الازمات الخانقة التي كان سببها الرئيسي هي اميركا بتدخلها السلبي في الشأن الداخلي العراقي وفي كل المجالات بحيث لم يخرج من ازمة الا وتلتها  الاخرى كاوراق علبة المحارم الورقية.

وهذا الامر لم يكن خافيا على احد بل ان مجريات الاحداث قد اكدت ذلك وبما لايمكن نكرانها وعايشها العراقيون كيف كانت اميركا سببا في معاناتهم وازماتهم من انقطاع الكهرباء وترك البنى التحتية التي هدمتها اميركا في قصفها اثناء حكم المقبور صدام من المصانع والمعامل والمنشات الخدمية وغيرها والتي ليس  فقط لم تقم اميركا باعادة نأهيلها بل منعت ووقفت حجر عثرة امام الحكومات المتعاقبة من الاقدام على اعادة تأهيلها فضلا ان ذاكرة الشعب العراقي لم تخزن ان اميركا ومنذ غزوها الغاشم وليومنا قامت بأي مشروع يخدم الشعب العراقي حتى ولو كان تبليط شارع او مدرسة او غيرها. بل انها عمدت ومن خلال عملائها في الداخل وصنيعتها "داعش" ان يبقى الوضع الامني غير مستقر ولهدف واضح وهو من اجل ان تعبث بثروات العراق الاقتصادية وغيرها.

والعراقيون ايضا يدركون جيدا ان التفجيرات التي نالتهم وحالات الاغتيال للقيادات العراقية وزعزعة الامن والاقتصاد كان سببه الوجود الاميركي، ولذا فقد فرض هذا الامر عليهم بتشكيل مجاميع المقاومة العراقية للعمل على طرد القوات الاميركية، لانهم وصلوا الى قناعات تامة انه بوجود الاميركي على الاراضي العراقية لايمكن ان تستقر الاوضاع . ويعتقد المراقبون ان الحرب على "داعش" الاميركي هي حرب بين العراق واميركا،ولذا وبانتصار ابناء العراق الغيارى على بلدهم  من قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية على "داعش" احبط مافي يد اميركا وحلفائها وافشل كل مخططاتها في العراق والمنطقة مما عدته اوساط سياسية عراقية ان هذا الامر شكل ضربة قاصمة لواشنطن.

لذا فان قول بايدن للسوداني "دعمه الثابت لعراق مستقر وآمن وذو سيادة" لايملك اي مصداقية وليس له اثر على الواقع بل هو من اجل ان لاتضرب مصالح اميركا في العراق وفي اولوياتها اخراج جيشه المحتل او اي تواجد كان وتحت اي مسمى كان .

وخلاصة القول ان اميركا تعيش في اجواء ضاغطة افقدت فيه صوابها وبالاخص باوحالها في مستنقع الازمة الاوكرانية التي ارهقتها اقتصاديا وتسليحيا بالاضافة الى الازمات الاخرى مع اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط والتي فقدت فيه مصداقيتها الى درجة انها بقيت وحدها في الميدان مما يتطلب منها ان تتخلص من هذه الازمات وبعدها تفكر في امن العراق واستقراره .