kayhan.ir

رمز الخبر: 164775
تأريخ النشر : 2023January31 - 20:24

الانفصال عن من والتواصل مع من؟!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ما يرشح هذه الايام عن جناب الشيخ "عبدالحميد اسماعيل زهي" إمام جماعة مسجد "مكي" في زاهدان يعكس انه رغم رفع راية الاعتقاد بمذهب اهل السُنة الا ان مواقفه تدلل على عدم تمسكه تماما بهذا الشعار، اذ انه في بعض الموارد له رؤى تختلف واحيانا تتناقض مع جميع المذاهب الاربعة للاخوة والاخوات من اهل السُنة.

فنظرة عابرة لمواقف الشيخ عبدالحميد يعزز هذا الإحتمال بأنه قد اختُطف من قبل الأعداء المعروفين للاسلام (سواء الشيعة او السنة)، وقبل ان ينتحل لباس عالم سني، يبدو انه هو عضو في حزب سياسي متأثر بالغرب باشكال الدعم من الكيان الصهيوني!

2 ـ فالبهائية كفرقة منحرفة وصنيعة الصهاينة، تعتبره جميع علماء اهل السنة انها فرقة ضالة، ومرتدة وليست باسلامية.

على سبيل المثال ـ وهو غيض من فيض ـ فان "عماد عطية عبدالرزاق" وهو احد العلماء البارزين في الازهر، واستاذ مشهور للدراسات التطبيقية العقدية وفقه المذاهب في الجامعة الدولية "المدينة"، قد اكد ان "البهائية فرقة مستقلة لا علاقة لها بالدين الاسلامي.

فللبهائية كتاب خاص يطلق عليه "أقدس"، كما ولا تشترك في الفكر الاسلامي المتجدد والقراءات المستحدثة للدين الاسلامي". والجدير ذكره ان البهائيين واضافة لتفهيم خاتمية الرسول الاعظم(ص) ويدعون انهم يوحى إليهم! فهم يتبنون عقائد متناقضة مع الاحكام الالهية التي هي مصدر إجماع جميع المذاهب الاسلامية ومنها انهم يحللون الزواج من المحارم! و...

فالشيخ عبدالحميد اسماعيل زهي وعلى العكس من اعتقاد جميع المذاهب الاسلامية (سيان الشيعة والسنة) يعتبر البهائية جزءا من الاسلام، وهو يعارض ارتداد هذه الفرقة صنيعة الصهاينة!

3 ـ فقبل عامين قال الشيخ عبدالحميد خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد مكي بزاهدان؛ "الحري بنا ان نعلن دعمنا للشعب الفلسطيني المظلوم، فمشروع ضم اجزاء من الضفة الغربية لنهر الاردن بارض اسرائيل هو مخطط اميركي، انه ظلم، واجحاف وتعسف كبير"، مؤكدا ان "وينبغي عدم إلحاق حتى شبر واحد من ارض فلسطين بأرض اسرائيل". وبعد اشهر اتخذ موقفه من تطبيع الدول الاسلامية مع اسرائيل، وادان ذلك بشدة، مطالباً الدول الاسلامية، ومنها؛ الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتركيا، والسعودية، للتفكير بحل هذه المشكلة، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الحتمية، قبال اعداء الاسلام.

وكذلك نقرأ للشيخ عبدالحميد "ان اليهود هم من اسس للارهاب. فهم اغتالوا الكثير من الانبياء. والآن يعتبر الكيان الصهيوني منشأ الارهاب. اذ ان اسرائيل قد احتلت ارض فلسطين وظلمت اهلها، ولدي وثائق على ما اقول".

ونعود مرة اخرى الى التصريحات الاخيرة للشيخ في صلاة الجمعة التي اقيمت مؤخرا في مسجد مكي! فهو في تغيير لمواقفه تصل الى 180 درجة عن السابق، حين قال: "ان الشعب الايراني يريد السلام كذلك لفلسطين، ويرى انه على حكومة اسرائيل والشعب الفلسطيني كذلك ان يتوصلا للسلام، ليصل الفلسطينيون لحكومة مستقلة، اذ ينبغي ان يكون لفلسطين ارض مستقلة تخصهم"! فمن اين الى اين وصل الشيخ؟! فالتاكيد على انه "ينبغي ان لا يضم حتى شبر واحد من ارض فلسطين لارض اسرائيل" و"ان الكيان الصهيوني هو منشأ الارهاب"، و"ان اسرائيل قد احتلت ارض فلسطين وظلمت اهلها" و... اين هذا واقتراح ضم جزء من فلسطين للكيان الصهيوني (الذي حسب وصفه) الارهابي والقاتل من هذا؟!

4 ـ وخلال خطبة الجمعة الماضية (27 كانون الثاني) لم يشر الشيخ عبدالحميد لجرائم الكيان الصهيوني في جنين واستشهاد عشرة اشخاص من الفلسطينيين المظلومين ادنى اشارة، هذا في الوقت الذي دانت الكثير من الدول وتقريبا جميع الجمعيات والمراكز الاسلامية هذه الجريمة الصهيونية بشدة.

ان الشيخ عبدالحميد وخلال اعمال الشغب الاخيرة وضمن دعمه للارهابيين الغوغائيين، كرر الاتهامات الغريبة وغير اللائقة وبالطبع المضحكة التي سطرتها اميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية. مثل براءة الارهابيين من التهم الذين هم اعترفوا بقتل المواطنين، كما والادعاء بالاعتداء على المعتقلين! وعشرات الادعاءات الكاذبة الاخرى... وهو ما يطول الحديث عنه!

5 ـ وهنا يُثار هذا التساؤل، انه بالنظر للحالات التي ذكرت اعلاه، وهي غيض من فيض، فهل يمكن اعتبار الشيخ عبدالحميد عالماً دينيا يدين بما يعتقد به الاخوة والاخوات من اهل السُنة؟! وبالطبع فان الكثير من العلماء المحترمين لاهل السنة قد ادانوا مواقفه بشدة، واعتبروها صدوداً عن التعاليم الاسلامية.

واخيرا، فان النهج الواضح للشيخ عبدالحميد حيال الكيان الصهيوني والتخلي عن جميع الرؤى السابقة التي كان يتبناها ضد اسرائيل وفي دعم الاسلام والمسلمين الفلسطينيين! يحيي هذا التداعي عندنا ان انقلابه هذا ليس بعيدا عن المسار الجديد الذي يلتزمه محمد بن سلمان بخصوص الاسلام والتوجه نحو الصهاينة!

ولاجرم ان الصهاينة قتلة الاطفال [حسب تصريح للشيخ عبدالحميد] والذين هم منشأ الارهاب وموطن جرائم لا حصر لها بحق الاسلام والمسلمين، قد استغلت جهل جناب عبدالحميد بمتبنيات الاسلام، ليردوه في مصيدة خداعهم ومكرهم! آملين ان يعي لرشده ويلتفت لنصيحة الشاعر سعدي، القائل؛

وحسب العدو نكثت عهد الاخوة

فانظر مع من قطعت ومع من تتواصل؟!