المواطن الاميركي وحق التوحش!
امير حسين
مقتل "تايري نيكولز" الشاب الاميركي من اصول افريقية في مدينة ممفيس على يد الشرطة الاميركية كشفت بوضوح منتهى الوحشية والبربرية التي تتمتع بها هذه الشرطة بسبب عقيدتها وثقافتها الفاسدة والعنفية التي تدربت عليها ويالها من مصيبة ان جريمة هذا الشاب الاميركي الذي لقى حتفه على ايدي خمسة من رجال الشرطة الاميركيين ضربا وركلا بالايدي والارجل بسبب ارتكابه لمخالفة مرورية. السؤال الذي يطرح نفسه في اي مكان من هذا العالم المتوحش جزاء من يرتكب مخالفة مرورية هو الموت وبهذه الطريقة الهستيرية؟!
وبالطبع ان العنف المفرط الذي ينتهي الى الموت في اميركا لم يأت من فراغ لانه ثقافة وعقيدة الشرطة الاميركية القائمة على رؤية جنائية وهو ان المواطن المتمرد هو عدو الشرطة ويستحق قتله والانقضاض عليه مهما كانت النتائج.
وللعلم ان الشرطة الاميركية المعنية بمكافحة الارهاب والتمرد ومواجهة المظاهرات تتدرب في الكيان الصهيوني وعلى ايدي القوات الخاصة الاسرائيلية. اذن من الطبيعي ان يكون سلوك الشرطة الاميركية بهذا المستوى من الانحطاط الخلقي واللاانساني الذي يتخرج من هذه المدرسة!.
اذن ان الجريمة المروعة لمقتل "تايري نيكولز" ألشاب الاميركي من ذوى البشرية السمراء بالامس على يد الشرطة الاميركية بدم بارد اعاد الى الاذهان الجريمة الوحشية التي ارتكبتها الشرطة الاميركية بحق المواطن الاسود جورج فلويد قبل ثلاث سنوات والتي تركت يومها تداعيات خطيرة على الشارع الاميركي. واليوم بمقتل نيكولز خرجت تظاهرات عديدة وفي مختلف المدن الاميركية تطالب السلطات الاميركية بوضع حد لممارسات القتل والعنف الذي تمارسه الشرطة. وخوفا من اتساع رقعة الاحتجاجات وتداعياتها تدخل الرئيس بايدن في الموضوع وطالب بالتهدئة لئلا ان تنزلق الامور نحو الاخطر.
واليوم وبعد هذه المأساة المروعة التي قتل فيها شاب اميركي بريء وبصورة بشعة ووحشية لم نسمع اي صوت اممي لا من منظماته السياسية ولا الحقوقية ولا اي رئيس او مسؤول اوروبي يندد ويستنكر هذه الجريمة البشعة الوحشية بل يمرون عليها مرور الكرام ولو وقع هذا الامر في مكان آخر من الدنيا خاصة في الدول التي تخاصمهم قاموا الدنيا ولم يقعدوها. والمهزلة الاكبر ان اميركا الشيطان الاكبر التي تتصدر العالم بنشر تقارير دورية حول انتهاكات حقوق الانسان لم نسمع اي صوت لمؤسساتها حتى في التنديد اللفظي بهذه الحادثة المروعة فكيف المطالبة بمعاقبة الشرطة القتلة.
وفي نهاية هذا العمود المختصر نتقرح على الكونغرس الاميركي ان يسن قانون حق التوحش للمواطن الاميركي الذي يتعامل يوميا مع مؤسسة الشرطة الاميركية المتوحشة واللاانسانية التي تنظر للمواطن الاميركي على انه متهم على الدوام ما لم تثبت براءته.