القناص الفلسطيني يصيب برجي وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون
ما هو سبب التوتر الإسرائيلي الجديد؟
حسب وسائل الإعلام الصهيونية، وصل ويليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي للتحدث مع المسؤولين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية. وفقًا لتايمز أوف إسرائيل، فإن زيادة التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية كانت من أهم الموضوعات التي ناقشها مع المسؤولين الإسرائيليين ورئيس السلطة الفلسطينية.
كما التقى وليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، الذي تمت زيارته وسط تصاعد التوترات الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالرئيس المصري أحمد فتاح السيسي، في إطار رحلته إلى الشرق الأوسط.
كما ذكرت شبكة "كان" الصهيونية يوم الجمعة أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية التقى وتفاوض مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، وديفيد بارنيا، رئيس الموساد.
قام وليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بزيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل وقت قصير من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين لإسرائيل والضفة الغربية. وكان من المقرر أن يلتقي بلينكين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية إيلي كوهين وقادة إسرائيليين كبار آخرين في تل أبيب يوم الإثنين. ومن المواضيع المطروحة للنقاش في هذا الاجتماع "إعلان دعم أمريكا المستقر لأمن إسرائيل، وخاصة ضد التهديدات الإيرانية".
وقبل وصول بيرنز إلى المنطقة، التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بمسؤولين في الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية في رحلة مماثلة.
بينما وصل وليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، إلى تل أبيب يوم الخميس، هاجم جنود الكيان الصهيوني مخيم جنين في الضفة الغربية لنهر الأردن واشتبكوا بشدة مع قوات المقاومة الفلسطينية. وأسفر هذا الهجوم عن استشهاد 10 فلسطينيين بينهم امرأة وإصابة 20 آخرين. وزعمت بعض المصادر الصهيونية أن الهدف من هذه العملية الواسعة هو اعتقال عضو في حركة الجهاد الإسلامي.
لكن ما طوى صفحة التطورات هو العمل الاستشهادي للقناص الفلسطيني الذي تمكن من قتل 9 صهاينة وجرح ضعف هذا العدد في القدس رغم الإجراءات الأمنية المشددة. بعده، أصاب فتى فلسطيني يبلغ من العمر 13 عامًا اثنين آخرين من الصهاينة بعملية استشهادية لإظهار أن انعدام الأمن لدى الصهاينة وجد عمقًا ونطاقًا مختلفين ولم يعد يقتصر على غزة أو لبنان. بمعنى آخر، بينما تخاف الأجهزة الأمنية والعسكرية منذ سنوات وتراقب أي المناطق ستطلق صواريخ المقاومة في عمق الأراضي المحتلة، وأنها ستضرب الهدف في غضون بضع دقائق كل صاروخ يقتل عدة صهاينة ويدمر عدة منشآت ومبان. الآن، فقط في عملية قناص فلسطيني شاب وشجاع في عمق الأراضي المحتلة، أُصيب ما يقرب من 30 صهيونيًا، دون علم أجهزة الأمن العسكرية الإسرائيلية، أو البنتاغون، أو وكالة المخابرات المركزية. في غضون ذلك، أجرت إسرائيل والبنتاغون مؤخرًا تدريبات عسكرية مشتركة وسط ضجة كبيرة.
جزء آخر من الأزمة الأمنية الإسرائيلية المتداخلة يتعلق بتصعيد الاحتجاجات من قبل الجماعات والأحزاب الصهيونية ضد حكومة نتنياهو، ففي إجراء غير مسبوق، نظم مئة وخمسون ألف شخص مظاهرة في تل أبيب وطالبوا بإسقاط نتنياهو وحكومته. لم تستمر الحكومات الصهيونية الخمس الأخيرة حتى عام واحد، والمصير الأفضل لا ينتظر حكومة نتنياهو المرقعة. وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم أزمة تسمى "الهجرة العكسية"، لأن العديد من الصهاينة المهاجرين إلى فلسطين المحتلة لا يتصورون لأنفسهم أقل قدرا من المستقبل والأمن.
على أي حال، يمكن القول إن القناص الفلسطيني الشهيد لم يستهدف العشرات من الصهاينة فحسب، بل أصاب أيضًا برجي وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون في الوقت نفسه.
الوقت