وكالة الانباء الفرنسية: المرجع السيستاني يحمي "سنة" العراق
طهران - كيهان العربي:- دعا المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، المقاتلين العراقيين، لاسيما الشيعة، المشاركين في عملية استعادة مدينة تكريت ومحيطها، إلى حماية سكان المناطق ذات الغالبية السنية.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية أن قوات الجيش والحشد نجحت في استعادة تكريت، التي وقعت فيها ابشع مجزرة بحق مجندين عراقيين. مضيفة أن التوجيهات ذات المعاني الإنسانية التي اطلقها المرجع السيستاني، ألهمت المقاتلين قوة الصبر والتحلي بأخلاق الفرسان.
وتضيف الوكالة الفرنسية أن كتيبا صدر في بيروت حمل اسم "نصائح وتوجيهات للمقاتلين في ساحات الجهاد"، يقع في حدود ثلاثين صفحة، ويتضمن النصائح والتوجيهات التي صدرت في وقت سابق عن مكتب المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، وهي عشرون نصيحة.
والنص يعد وثيقة تاريخية وفقهية قيمة، لما احتوته من مفاهيم عالية استندت على تراث مدرسة أهل البيت (ع)، وأصّلت لآداب القتال والحرب بين المسلمين أنفسهم، وبينهم وبين الأديان الأخرى، في وقت يشهد فيه العالم الاسلامي توترات حادة، وتجتاحه مفاهيم وقيم بعيدة كل البعد عما سنّه الرسول الأكرم (ص) وأهل البيت من أحكام وسيرة في هذا الموضوع.
وكان الشيخ عبد الأمير الكربلائي، ممثل المرجع السيستاني في خطبة الجمعة في الصحن الحسيني في مدينة كربلاء المقدسة خاطب المقاتلين المشاركين في عمليات صلاح الدين: "ينبغي عليكم جميعا ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم أو عزيز عليكم، خصوصا ما يتعلق بالعائلات التي يتترس بها العدو ممن لم يقاتلوكم لاسيما من المستضعفين، بل كونوا لهم حماة".
وتقول فرانس برس أن نحو 30 ألف عنصر من الجيش والشرطة وفصائل الحشد الشعبي وأبناء بعض العشائر السنية، بدأوا عملية عسكرية واسعة يوم الاثنين لاستعادة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين ومحيطها من تنظيم "داعش" الارهابي.
وحاولت قوى سياسية محلية وعربية الى تعمد التفسير الخاطئ من تحرير صلاح الدين، اذ عدوها انتقاما من أبناء المحافظة "ثأرا" لمجزرة قاعدة سبايكر العسكرية شمال المدينة.
لكن شهود عيان، وصور المعارك، ومقاطع الفيديو أظهرت المساعدة الكبيرة من قبل المقاتلين من الجيش والحشد الشعبي لأبناء المناطق المحررة - حسب الوكالة الفرنسية.
واظهر مقطع فيديو، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، المقاتلين العراقيين وهم يوزعون المساعدات الغذائية للمواطنين الذين تحلقوا حولهم مرحبين بهم.
ويتمتع المرجع السيستاني بتأثير واسع على ملايين المسلمين وتعتبر كلمته نافذة يجب تنفيذها. ودفعت الفتوى التي أطلقها في حزيران الماضي، عشرات الآلاف من العراقيين لحمل السلاح لقتال افراد تنظيم داعش الإرهابي.
ويرى محللون سياسيون ان "الوصية حفظت حرمة الإنسان، بغض النظر عن دينه ومذهبه، بل انها تحفظ حرمة الأرض والشجر على حد سواء".