الرئيس روحاني: الشعب الذي يقتدي بالامام الحسين لايمكن ان يستسلم او يخضع للمتغطرسين
طهران – كيهان العربي:- اكد رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني، ان نهضة كربلاء تعد الانموذج الامثل في الثورة الاسلامية وحرب السنوات الثماني وستبقى كذلك وان شعبنا لن يستسلم او يخضع للمتغطرسين، بل يقاوم حتى ينال النصر باذن الله لانه يقتدي بالامام الحسين (ع) وتاريخ عاشوراء.
وقال الرئيس روحاني في كلمة القاها خلال "الملتقى الوطني الثاني لاحياء يوم الشهيد" في طهران أمس الاثنين: اننا نفخر ونعتز بالشهداء واسرهم والمضحين والاحرار وجميع من شارك في حرب السنوات الثماني (التي شنها النظام العراقي السابق في عقد الثمانينات).
واضاف: اننا نفخر بقيادة الامام الخميني /قدس سره/ الذي كان القائد الاعلى للقوات المسلحة، كما نفخر اليوم بقيادة سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي.
واشار الى ظلامة الشعب الايراني خلال حرب السنوات الثماني وقال: ان سنوات الدفاع المقدس جسدت الصمود في مواجهة العدوان. واكد ان ايران لم تهاجم احدا ولم تخطط للدخول الى اراضي الآخرين وتحتل مدنهم او توسع من اراضيها.
واكد رئيس الجمهورية: ان الثورة الاسلامية حققت النصر بفضل التضحيات والايثار "وان الايثار يعني تقديم مصالح البلاد على المصالح الشخصية والحزبية".
وقال: ان الثورة الاسلامية وحرب الدفاع المقدس (حرب السنوات الثماني التي شنها النظام العراقي السابق في عقد الثمانينات ) وصمود الشعب العظيم في مواجهة القوى العالمية لم تكن لتبلغ الانتصار دون اعتماد الايثار وتقديم التضحيات والمقاومة والاستعداد للشهادة وبذل النفس والنفيس.
واضاف: ان الثورة الاسلامية استطاعت التغلب على النظام الملكي البائد والذي كان مدججا بالسلاح بفضل تضحيات شعب اعزل لكنه تسلح بعزيمة قوية وطريق واضح وقائد وامام سار على نهج الانبياء.
وتابع بالقول: ان دوي الانتصار قرع الاسماع بفضل التضحيات التي قدمها طلبة العلوم الدينية وشجاعتهم حيث كانوا يقذفون على يد جلاوزة النظام البائد من السطوح والطوابق العليا الى الارض لتتلطخ بدمائهم الزكية وكذلك كل مكان في البلاد برزت فيه علامات الايثار والصمود.
واوضح، لو ان علماء الدين كانوا قد دعوا الناس الى نهج الشهادة لكنهم لم يقدموا انفسهم في هذا السبيل لم تكن دعواتهم تحظى بالاستجابة لكنهم قدموا التضحيات اولا ومن ثم اطلقوا الدعوات للناس لتقديم التضحيات لهذا السبب كانت دعواتهم تترك تأثيراتها الآن وفي المستقبل ايضا على العالم الاسلامي برمته.
واردف قائلا: ان الامام الخميني /قدس سره/ بدأ بالثورة فيما كان أول المضحين حيث توجه في يوم عاشوراء عام 1961 الى مدرسة الفيضية في قم على مرأى من جنود النظام الذين دخلوا المدينة باعداد كبيرة حيث واجه المخاطر واطلق احتجاجه ضد النظام ماترك تأثيراته في القلوب.
واشاد بتضحيات الامام الراحل وقال: ان الامام /قدس سره/ سبق الجميع في الدفع بابنائه الى سوح الجهاد ودخل السجن في 1963 وتعرض للنفي في 1964 ، وفي ذلك العام اعتقل ابنه ومن ثم نفي هو ايضا ، ولو ان الامام الخميني /قدس سره/ كان يخاف السجن والنفي او التضحية بابنه مصطفى لم تكن الثورة الاسلامية تؤول الى الانتصار.
ولفت الى ان النزاعات والحروب كانت قد حدثت بكثرة على مر التاريخ ولم تر الشعوب رفرفة اجنحة السلام وعلاقات الاخوة على العالم مايتطلب الاستعداد للتضحيات على الدوام.
وادان الرئيس روحاني الاعتداءات في المنطقة، وقال: ان المعتدين اليوم هم انفسهم الذين أججوا نيران الحروب في العراق وافغانستان ودمروهما ومستمرون في نزعتهم العدوانية وعند ذلك يتبلور معنى الشهادة وتكون الحرب ذات قيمة لانها تحمل معاني الايثار وتكون ذات اهداف مقدسة.
واكد انه رغم بلوغ قوة ايران اضعاف ماكانت عليه في بداية انتصار الثورة الاسلامية الا انها لاتحمل اي نوايا عدوانية ضد احد بل تدافع عن ارضها وشعبها واستقلالها وعزتها بكل وجودها.
واشار رئيس الجمهورية الى الحرب التي شنها نظام "صدام" المقبور على ايران في عقد الثمانينات، موضحا ان شرق العالم وغربه قدموا الدعم لنظام "صدام" البائد حتى آخر يوم من حرب السنوات الثماني حيث منحه الاتحاد السوفيتي السابق مقاتلات ميغ 25 كما منحته فرنسا مقاتلات الميراج ومنحته الدول الاوروبية الاسلحة الكيميائية وقدمت له واشنطن المعلومات الاستخبارية منذ اليوم الاول للحرب.
واشار الى ظلامة الشعب الايراني خلال سني حرب السنوات الثماني وقال انه لم يتلق الدعم من احد بل ان بعض البلدان كسويسرا التي كانت قد تعهدت بتأمين المعدات الدفاعية لايران الا انها لم تف بتعهداتها بذريعة وقوع الحرب بل تعدت في ممارساتها الى مصادرة معداتنا المعطوبة بعد ان وعدت بتصليحها وفق اتفاق بين الجانبين.
واكد: ان الشعب الايراني لم يتخل عن القيم الاخلاقية حتى في احلك الظروف وسنوات الحرب وقاتل بمظلومية حيث كان الجنود الايرانيون يجسدون القيم الاخلاقية والانسانية السامية في ساحات القتال وفي ميادين العمل ايضا.
واشار الى المفاوضات النووية الجارية بين طهران ودول "5+1" ووصفها بالمفخرة الوطنية لانها تجري امام القوى العالمية حيث ان القادة صمدوا في مواجهة الاعداء على ساحات القتال بالامس واليوم يقف دبلوماسيونا الشجعان للدفاع عن مصالحنا الوطنية وهو مايعد جهاد ايضا حيث ان الجهاد ليس وقفا على الضرب بالسيف بل يتضمن معان واسعة والقلم احد مصاديقه كما ان العمل من اجل اكتساب لقمة العيش عبر طرق مشروعة يعد جهاد ايضا.
واوضح، ان وقفة وصمود دبلوماسيينا اليوم في مواجهة القوى العالمية تحقق بفضل دماء الشهداء ومساندة اسرهم ودعم شرائح الشعب بكل أطيافه لانهم مصدر للخير والبركة في حياتنا وينبغي صون هذه الثقافة.
واشاد بحكمة سماحة قائد الثورة الاسلامية وسجاياه الرفيعة ووصفه بالفقيه المحنك الذي خاض تجارب كثيرة في مختلف مراحل الثورة والدفاع المقدس وكان من الاوائل الذين ارتدوا اللباس العسكري وحملوا السلاح وسارعوا في الذهاب الى سوح القتال للدفاع عن البلاد لذلك اكتسب المحبة في القلوب لانه كان في الخط الامامي على الدوام.
واشار الى مهمات الحكومة الحالية وقال، انها تتحمل مسؤولية الاستمرار في طريق الشهداء والحفاظ على نهجهم حيث ضحوا بأرواحهم وهي أغلى مايمتلكون لذلك لايعترضهم الموت والفناء (بل احياء عند ربهم يرزقون).