kayhan.ir

رمز الخبر: 16438
تأريخ النشر : 2015March09 - 21:25

ديمبسي والاقرار بالهزيمة!!

بات من المعروف للجميع ان اميركا قد اصبحت معضلة كبيرة للشعوب لانها أينما وضعت قدمها او دست انفها عقدت المشهد سواء كان سياسيا او عسكريا او غير ذلك، لان الدافع في تدخلها هو مصالحها، ولذلك فهي لا ترعوي في استخدام أي اسلوب حتى ولو كان همجيا واحمقا أو بالاحرى يكون عبئا ومؤلما للشعوب لان المهم في الامر كما اسلفنا هو مصالحها ولا غير.

لذلك ومن خلال نظرة سريعة لخارطة التدخل الاميركي في المنطقة نجد ان واشنطن اينما وضعت يدها فانها تخلق المشاكل العويصة والمعقدة والتي من الصعب الوصول الى الحلول فيها. وها هي مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها من البلدان وحتى التي في اميركا اللاتينية فانها تعيش ازمات حادة ومعقدة بسبب التدخل السلبي الاميركي الذي لم يبحث مطلقا في الحل بل بالوصول الى اهداف اجرامية رسمتها لهذه الشعوب.

والعراق اليوم الذي يواجه الارهاب الاعمى والمدعوم اميركيا واقليميا ولانغالي اذا ما قلنا انه يحارب بالنيابة عن كافة دول العالم والمنطقة، وقد تمكن بالاعتماد على قواته المسلحة وابناء شعبه الغيارى من انه ليس فقط يصمد في وجه هذا الارهاب بل انه تمكن ان يحقق انتصارات مذهلة كانت تعدها واشنطن بالذات ومن خلال تصريحات قادتها وخبراءها العسكريين بالمستحيلة.

وان هذه الانتصارات جاءت على أيدي العراقيين من دون طلب المساعدة من أحد رغم ان واشنطن التي اقامت الدنيا ولم تقعدها عندما اعلنت عن تشكيل تحالف دولي زائف يحمل في ظاهره لافتة كاذبة وخادعة وهو مكافحة الارهاب، الا انه تبين ان الامر عكس ذلك تماما اذ اصبح هذا التحالف نعم العون والمساعد للارهابيين من خلال تقديم الدعم اللوجستي والبشري، والانكى ان الضربات التي يمارسها لم تطالهم بل توجه الضربات الى بعض الاراضي الخالية او ابالاحرى تكون في بعض الاحيان تقع على ابناء القوات المسلحة العراقية والقوات الساندة لها من ابناء الحشد الشعبي لكي لا يتقدموا في ميدان المعركة ضد المجموعات الارهابية.

والا ولو اردنا ان نجري احصاءا لما تدعيه اميركا من عدد الضربات التي وجهتها كما تدعي للمجاميع الارهابية في كل من العراق وسوريا لانحسر الارهاب عن هذين البلدين ومنذ زمن بعيد، ولكن ولما كانت هذه الضربات صورية وغير واقعية نجد ان الارهاب قد تمدد بحيث شكل تهديدا مباشرا لاميركا نفسها فضلا عن باقي الدول.

والمضحك المبكي ان نسمع اليوم ما صرح به قائد القوات الاميركية ديمبسي من انه من الخطأ تكثيف الضربات الجوية للارهابين، ولا ندرى ماذا يهدف من هذا التصريح؟. هل يريد ان يجير الانتصارات الرائعة والكبيرة المذهلة للقوات العراقية مدعومة بغياري العراق من ابناء الحشد الشعبي الى الضربات الكاذبة لقواته؟، أم انه اراد بهذا التصريح ان يعترف للعالم عن فشل وهزيمة وهزالة قواته؟، ومن يريد ان يستغفل ديمبسي في هذا التصريح خاصة وان الجميع شاهد رأي العين ان القوات المسلحة العراقية قد تقدمت في ميدان المعركة معتمدة على قدراتها ومعداتها القتالية، ولم تطلب أي دعم من أي دولة كانت بحيث عكست للعالم فشل النظرة الاميركية التي اطلقتها من قبل وهي ان الجيش العراقي غير قادر على دحر الارهاب لكي تفتح الابواب لتدخلها في هذا البلد.

لذلك فان واشنطن وجدت نفسها وبعد الانتصارات الزائفة انها خارج الاطار، ولم يعد هناك بعد اليوم أي حاجة اليها، خاصة وان القوات العراقية قد ملكت زمام المبادرة وانطلقت بقوة وحررت كل المدن التي كان الارهابيون يحتلونها بحيث غيرت من المعادلة القائمة وبصورة دراماتيكية وغير متوقعة للجميع، مما اعطى صورة واضحة ان العراق لايحتاج الى أي قوات اميركية أوغيرها في محاربته للارهاب، وبذلك اسقط المشروع الاميركي الصهيوني الاقليمي في مهده. وبنفس الوقت تعد خسارة فادحة لواشنطن وحلفائها في الداخل والخارج.