الغرب عنصري حتى النخاع الشوكي
– يُكثر الذي يروّجون للنموذج الغربي الحديث عن التفوق الحضاري الذي مثلته الليبرالية في حياة المجتمعات الغربية، ويقدمون النظام الديمقراطي الغربي بصفته أفضل نماذج احترام التعدد، بينما تتكاثر الأمثلة المعاكسة، على كيفية عمل المؤسسة القانونية الغربية التي تحرس النموذج.
– في قضية المفكر روجيه غارودي والحكم عليه بالسجن لمناقشته التاريخية لنظرية المحرقة اليهودية، قرّرت المؤسسة القانونية للديمقراطية الغربية أن حدود المنطق تقف عند مناقشة نظرية كتبها بشر اسمها المحرقة، وأن أي مناقشة لهذه النظرية مساس بالذات الإلهية لليبرالية والديمقراطية.
– في كل القضايا التي تطال التطاول على الإسلام ورموزه ومقدساته، تقف المؤسسة القانونية للديمقراطية والليبرالية لتقول إن هذا التطاول حتى عندما يبلغ أدنى مستويات السلوك، مثل إحراق نسخ من القرآن الكريم، الذي يشكل الكتاب المقدس لملياري إنسان في العالم، وهو عمل استفزازي عدواني لا نقاش أو حوار فيه، تخرج المؤسسة القانونية الحارسة للنظام الليبرالي والديمقراطي لتقول إن هذا الفعل الشنيع مشمول بحرية التعبير.
– الأمر ليس بأن ندين الفعل الكريه، بل في أن نطرح علامة سؤال كبرى حول جدارة هذا النظام بالنقاش بصفته مرتبة عليا من تنظيم الحياة البشرية على أساس قواعد الحقوق المتساوية.
لا يخطئ من ينظر لما يجري كتعبير عن النظام العنصري الحاكم في العقل الغربي من جهة، واستعادة لثقافة الحروب الصليبية التي كانت تتعامل مع الإسلام كعدو للغرب، وتزعم الدفاع عن الثقافة المسيحية والمقدسات المسيحية، مع فارق أنها مكرّسة اليوم للدفاع عن “إسرائيل”.
البناء