أبرز أدباء اليهود العراقيين: إسرائيل غير آمنة
وكالات:- ميخائيل يهودي عراقي يقيم في حيفا ومن الأدباء القلائل الذي يغرد بعيدا لهذا الحد خارج السرب الصهيوني، يؤكد أن إسرائيل غير قادرة على منح الأمن للشعب اليهودي.
في تصريح نادر اعتبر أبرز أدباء اليهود العراقيين، سامي ميخائيل، أن إسرائيل سفينة في بحر متلاطم ربابنتها غير حرفيين وتواجه خطرا مصيريا، مؤكدا أنها لا تضمن أمن الشعب اليهودي "المشبع بالخوف".
وميخائيل (89 عاما) هو أديب وناشط في مجال حقوق الإنسان، ولد في العراق وهاجر لفلسطين في 1949 بعدما صدر حكم بالإعدام بحقه لمشاركته شيوعيين عراقيين مناهضة النظام الحاكم خلال الحرب العالمية الثانية.
ووجه ميخائيل في حديث مطول لملحق صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس انتقادات قاسية أيضا لتفشي الفساد والفوارق الطبقية في إسرائيل ولانقسام اليمين واليسار فيها لشعبين لا يقويان على إدارة حوار بينهما، وتحل الكراهية العميقة بدل العقلانية. وانتقد ايضا الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، ويقول إنه عاش حياة بذخ كان ينفق فيها 20 مليون دولار سنويا كأنه لويس الرابع عشر، بينما يذهب تلاميذ للمدرسة دون طعام ويعدم المسنون وسيلة للتدفئة في برد قارس.
وانتقد ميخائيل النخب الإسرائيلية التي وصفها بالجشعة ولم تعد قدوة للشعب فيقيمون داخل قصور وبروج مغلقة، همهم فقط استمرار سلطتهم أكثر من مستقبل الدولة.
كما ينتقد ما سماها بأجهزة الكبح والمراقبة، ويقول إنها صارت من طائفة النخب كل منها يتستر على قاذورات الآخر وهم سوية يحاولون إفراغ محكمة العدل العليا وبقية أدوات الرقابة.
وردا على سؤال عما إذا كان خائبا من إسرائيل يقول ميخائيل إن الصهيونية فكرة رائعة ونتاج أدبي، لكن المعالجة سيئة والمكان خطير، مشيرا إلى وجود مناطق أكثر سكينة في العالم.
ويتابع "الحلم الصهيوني تشكل في قرن الحركات القومية لكن البشرية اليوم تتحد نحو الأطر التوحيدية ومن جهتي فكل المعمورة موطني وعندما يشعر الإنسان بالراحة في مكان ما عليه التحرك والانتقال حتى لو كان المكان وطنا وحيدا لشعب ملاحق؟".
وأكثر من ذلك فهو يقول إن العكس هو الصحيح وإن مؤسسي الدولة لم يعرفوا المنطقة ولم يروا الأشخاص من قبلهم هنا، مستطردا "لقد رأوا في البلاد جواميس ومستنقعات وعندما شاهدوا سكانها اعتبروهم ظلالا حقيرة يمكن إخراجهم منها بسهولة. واليوم أيضا من يقود سفينة إسرائيل في بحر عاصف هم بحارة غير حرفيين أبدا ولا يفقهون شيئا بالملاحة البحرية وهي المفاوضات. ولذا لا أدعو يهود العالم للتجمع على متن هذه السفينة فهي تواجه خطرا مصيريا وأنا أقول إن كل المعمورة وطني".
وردا على سؤال لماذا لا تهاجر إذن يوضح ميخائيل رئيس جمعية حقوق المواطن أنه سبق وذاق طعم فقدان البيت واللغة والثقافة من أجل تبني ثقافة أخرى، مشيرا بذلك لهجرته من العراق إلى فلسطين، ويضيف "كما أنني مسن جدا ولدي هنا جذور عميقة جدا تكمن بزوجتي وأولادي وأحفادي الرائعين".