kayhan.ir

رمز الخبر: 164155
تأريخ النشر : 2023January21 - 20:17

الامم المتحدة وتعميق الازمة في اليمن

 

مهدي منصوري

لا يمكن ان تعطى لمنظمة الامم المتحدة صفة الحيادية تجاه ما جري ويجري من احداث عالمية ومنذ تاسيسها وليومنا هذا ، بحيث ان باحثين سياسيين اكدوا ان الامم المتحدة ومجلس الامن يأتمران باوامر الدول العظمى خاصة اميركا ولذا فمن الملاحظ ان انتخاب الامين العام لن يتم الا بموافقة واشنطن  بعد املاء الشروط عليه بحيث يمكن القول ليصبح موظفا لديها. ولذلك فهو وفي كثير من مواقفه لا يتخطى او يتجاوز اميركا في اتخاذ قراراته. وبذلك فان الامم المتحدة اصبحت جزءا من الازمات القائمة في دول العالم ولذا لم تشهد الشعوب ان هذه المنظمة قد ساهمت في حل ازماتها.

اذن ومما يتقدم ومصداق لما ذهبنا اليه نجد ان الامم المتحدة قد لعبت دورا انحيازيا في الكثير من احداث المنطقة وازماتها خاصة الازمة اليمنية والتي كانيقوم مبعوثها في اليمن  بنقل رسائل المعادين لليمن الذين يتبعون السياسة الاميركية للضغط على صنعاء بالقبول بالاستسلام والخضوع لشروط دول لتحالف  المعادية. وبذلك  فانها لن تقدم علاجا ناجعا للازمة اليمنية بل تساهم في استمرار ازمتها مما وصفته وسائل اعلامية وسياسية بانها تتخذ موقفا عدوانيا اكثر مما هو داعي للسلام.

ولو كان موقف الامم المتحدة  حياديا وغير منحاز لدول العدوان وعلى رأسهم الشيطان الاكبر اميركا لما استمر العدوان ثماني سنوات ولكان بالامكان انهاء هذه الازمة وبفترة قصيرة محددة من خلال منح ابناء اليمن حقوقهم المشروعة في العيش  بحياة كريمة ومن دون وصاية او املاءات كما تعيش الدول المجاورة لها. ولذا لازالت المسألة عالقة الى هذه اللحظة بسبب تعنت العدوانيين رغم ان ابناء اليمن قد وافقوا على الهدنة التي دعت اليها الامم المتحدة على اجل حل الازمة التي تخرج كل الاطراف من المأزق الذي هم فيه.  والذي لابد ان نشير اليه في هذا المجال ان ابناء اليمن قد اكدوا مرارا وتكرارا ان لم تلبى مطالبهم المشروعة في رفع الحصار من جميع الجوانب عن الشعب اليمني الذين يأملون ان يعيشوا بسلام شامل واذا لم يستجب دول العدوان لمطالبهم فان ردهم سوف يكون مناسبا وبالصورة التي يفهمها دول العدوان.

 

واخيرا فان اللافت في الامر ان بريطانيا كذلك بدأت تتورط كل يوم في معاداة الشعب اليمني وتقف بكل وقاحة في خندق الفاسدين واللصوص والإرهابيين. وهو ماكشفته تصريحات السفير البريطاني على نحو علني الدور الإجرامي الذي تلعبه لندن في مضاعفة معاناة اليمنيين. والذي وضح وقوفها  خلف الحرب الاقتصادية بما في ذلك سياسات الحصار والتجويع وهندسة الجرعة السعرية القاتلة. وهذا التدخل الاجرامي غير المبرر لبريطانيا في الشأن الداخلي تعطي للشعب اليمني كامل الحق في ملاحقة الحكومة البريطانية ومعاقبتها بكل الطرق والوسائل المشروعة  والممكنة. لأن بريطانيا تحاول جاهدة إعاقة وعرقلة جهود السلام والدفع بالأمور نحو استئناف العمليات العسكرية.

وقد حذرت صنعاء بريطانيا واميركا من المضي في هذا التوجه التصعيدي داعية إلى الامتناع عن الإصغاء لهما ومن لف لفهما من أعداء السلام والإنسانية.

وبنفس الوقت دعت صنعاء الأمم المتحدة وكل الأحرار في العالم إلى إدانة التدخل البريطاني والاميركي السافر والمعيق للسلام وذلك  بإيجاد تقييم منصف وعادل للوضع الاقتصادي للحد من المعاناة الإنسانية التي قد تتسبب في جر المنطقة لكارثة محتملة.