قدر "اسرائيل" ان تنهار داخليا
بعد تشكيل نتنياهو لحكومته اليمنية المتطرفة والفاشية التي تضم اليمين المتطرف بشقيه الديني والعلماني، توجست المعارضة الاسرائيلية بخطر شديد يهدد الكيان الصهيوني ومستقبله ويدفعه الى المجهول وهذا ما دفع برموز المعارضة للذهاب للتحذير من حرب اهلية تهدد مستقبل هذا الكيان اذا ما واصل نتنياهو وحكومته المتطرفة سياساتها التدميرية التي تهدد حسب زعمهم المسيرة الديمقراطية وتدفع المجتمع الاسرائيلي الى المزيد من الانقسام وهذا ما بات جليا في هذا المجتمع الذي يعاني من انقسام حاد يتجه رويدا رويدا الى الحرب الاهلية التي لا مناص منها، خاصة وان المعارضة تتهم نتنياهو بانه وراء تحريض الاسرائيليين ضد بعضهم البعض الاخر والامر الاخر الذي يسعى اليه نتنياهو وفقا لتصور المعارضة انه يقود انقلابا لتدمير الديمقراطية والقانون وايجاد تغييرات جوهرية في النظام القضائي تخدم مصالحه الشخصية للافلات من المحاسبة بسبب ملفات الفساد الموجودة ضده.
فالتظاهرات الحاشدة التي نظمتها المعارضة في تل ابيب المحتلة والتي شارك فيها 100 الف متظاهر وفي مناطق اخرى من الكيان التي جاءت على خلفية حشد المعارضة للوقوف امام السياسات التعسفية والانقلابية التي ينتهجها نتنياهو لتقسيم المجتمع الصهيوني.
وامام هذه التطورات الخطيرة التي تعصف بالكيان وتقر به من زواله باذن الله نتيجة للانقسام الحاد في الشارع الاسرائيلي وما يعانيه الجيش الصهيوني من تحديات كبيرة سواء على الصعيدين الداخلي الذي يواجه ازمة تجنيد وحافزية وقيادة والخارجية هو الملف النووي وحزب الله لبنان والساحة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية كلها تظهر بوجود مخاطر كبيرة تهددالوجود الصهيوني برمته.
ووسط هذا الجدل والصراع المحتدم في الكيان وخاصة الجيش الصيهوني الذي يواجه تحديات كبيرة في لحظة تاريخية محفوفة بالمخاطر والازمات، جرى تسليم هيئة رئاسة الاركان الـ 23 في تاريخ هذا الكيان المؤقت ل "هرتسي هليفي" وهو يواجه تحديات داخلية شائكة يسبب الانقسام العمودي في المجتمع الاسرائيلي الذي يدفع بدوره لتأجيج ازمة سياسية تطرق ابواب الجيش الصهيوني وقد تنزلق الامور لاحداث عاصفة داخل الجيش الصهيوني الذي هو ليس قادر على مقاومة التدخلات السياسية التي اخذت منه حيزا مهما.
"هرتسي هليفي" يتسلم قيادة الاركان في وقت لا يحسد عليه فاضافة الى تحديات الداخل الكبيرة والمعقدة، امامه ملفات شائكة كالملف النووي وما رافقه من تهديدات خاوية لضرب ايرا ن وهي بالتاكيد للاستهلاك المحلي ورفع معنويات المجتمع الاسرائلي المنهارة وهذا الامر يأتي في وقت تراجعت فيه هيبة اميركا والتي ينعكس بدورها ايضا على تراجع الهيبة الصهيونية المنهارة اساسا.
والملف الاخر الذي مطروح اليوم امامه على الطاولة مع وصوله للاركان هو ملف حزب الله ويليه ملف الضفة الغربية الملتهبة بشكل صادم للاسرائيليين من جيل فلسطيني صاعد لم يبلغ العقدين من عمره وبشكل ذاتي.
اما ملف الاسرى هو الملف الاخر الذي سيثقل كاهل هليفي حيث عرضت حماس شريطا لاسير اسرائيلي يوم تسلمه لمقاليد الاركان.
ومع كل هذه التعقيدات والازمات والتحديات الخطيرة التي يواجهها الكيان الصهيوني في هذه الظروف نجد الداخل الاسرائيلي قد انقسم بشكل عمودي وحاد على نفسه وهذا غير مسبوق في تاريخه الموقت والذي ينذر باندلاع حرب اهلية تنهك وتهلك العدو ذاتيا مما سيساعد الشعب الفلسطيني بتحرير كل ارضه التاريخية من النهر الى البحر وفي اقرب وقت وباقل الخسائر وهذا هو القدر المحتوم للكيان الصهيوني الموقت كما تناقلته كتبهم التاريخية العهدين العتيق والجديد.