kayhan.ir

رمز الخبر: 163954
تأريخ النشر : 2023January17 - 20:25

زيارة "ماكفورك" المشبوهة للعراق والمنطقة

 

مهدي منصوري

اثارت زيارة "ماكفورك" مستشار البيت الابيض  لشؤون الاوسط وشمال افريقيا وبصورة الغير معلنة الى العراق الكثير من  التساؤلات لدى المراقبين العراقيين خاصة وانه وبعد انهاء زيارته الى بغداد سيذهب مباشرة الى الكيان الصهيوني والتي عبرت عنها بعض المصادر السياسية المطلعة  ان هذه الزيارة جاءت بهدف "ترتيب اوراق اميركا" في المنطقة.

ومن الطبيعي ان هناك الكثير من الاسباب التي تدعو او دعت الادارة الاميركية لهذا  التحرك المتسارع  خاصة بعد ان شكل الاطار التنسيقي  العراقي حكومة برئاسة السوداني بحيث لم يعهد ومنذ سقوط الصنم الصدامي ان يجتمع سفراء الشر والمبعوثين الاميركيين لاكثر من تسع مرات مع رئيس الوزراء  كما فعلت السفيرة الاميركية  الحالية وكذلك الزيارة الثالثة لماكفورك رغم ان عهد هذه الحكومة لم يصل الى الثلاثة شهور، مما تداعى لاذهان  الكثيرين من ان اميركا اليوم قد لفها القلق لما ستؤول اليه الاوضاع المستقبلية في العراق والمنطقة والتي لن تصب في صالحها.

ومن الواضح لدى كل العراقيين ان اميركا تدرك ان بقاءها واستمرار وجودها على الارض العراقية ما هي الى ايام لان حالة رفض التواجد الاميركي قد شملت الشعب العراقي بعربه واكراده وجميع طوائفه ولذلك فهي كانت تفتعل الازمات الداخلية وتعتاش على زرع الخلافات العرقية والمذهبية وغيرها لاستمرار دوام بقائها.

وبطبيعة الحال فان هذا الاسلوب الاهوج قد فقد فاعليته ولم يعد ان يوصل اميركا الى بسط نفوذها من اجل استمرار البقاء. واليوم وكما اشارت اوساط سياسية وذكرت ان احدى الاسباب التي دفعت ماكفورك  ان يضع رحاله في بغداد وبهذه الصورة المفاجئة هو قلق الادارة الاميركية من تصاعد حدة الخلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين شمال العراق واحتمال (لا سمح الله) ان تتحول الى نزاع مسلح بين الطرفين.

وقد لوحظ ايضا ان رئيس الوزراء  محمد شياع السوداني عند لقائه مبعوث بايدن قد ركز على موضوع مهم جدا وهو "ان القوات العراقية لها القدرة والجهوزية على مواجهة الارهاب ودحره  وتثبت استقرار البلد بفضل التضحيات التي قدمها العراقيون". مما يعكس وبصورة لا تقبل النقاش انه يريد ايصال  رسالة واضحة وصريحة من الشعب العراقي للاميركان من ان العراق لن يحتاج للتواجد الاميركي من شماله الى جنوبه بجميع مكوناته وقومياته ومذاهبه. ولابد للاميركان ان يقراوا هذه الرسالة بامعان وقبل فوات الاوان.

واخيرا فان المقاومة الاسلامية العراقية قد ابلغت السوداني بان يعمل على الاسراع باخراج القوات الاميركية القتالية وغيرها وتطبيق قرار الشعب العراقي الذي اتخذه مجلس النواب بهذا المجال.