kayhan.ir

رمز الخبر: 163856
تأريخ النشر : 2023January16 - 20:30

تأجيل زيارة المبعوث الأممي لليمن ...ما سبب رفض صنعاء زيارة المبعوث الأممي؟

 

الوقت- لقد كان دور مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة في اليمن سيئاً وسلبياً للغاية، فلا يخفى على أحد أن مواقف مجلس الأمن تحمّل الضحية الوزر وتعفي الجاني من المسؤولية، وفي هذا السياق يمكن القول إن استمرار الأمم المتحدة في اعتماد سياسة الانحياز يجعل من دورها لا قيمة له عند شعوب العالم، فدور الأمم المتحدة في اليمن وخلال كل الفترة الماضية كان سلبياً، حيث شكل غطاءً سياسياً لجرائم العدوان السعودي الإماراتي في اليمن، فالتحالف السعودي ارتكب أبشع الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني، دون أن تحرك الأمم المتحدة ساكناً، وإن ما يعانيه اليمن من حصار يمثل شاهداً على التنكّر لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تعتبر تلك الأعمال جرائم حرب وعقابا وإبادة جماعية.

وفي هذا الصدد وبسبب الدور السلبي للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والانحياز الواضح لدول العدوان فإن الأمم المتحدة وخاصة في اليمن قد خسرت مصداقيتها في السعي للتخفيف من معاناة المدنيين، ومن الشواهد على ما سبق أن  العديد من الشخصيات اليمنية الحقوقية دعت وطالبت الأمم المتحدة بالتوقف عن الاستخفاف بكرامة الشعب اليمني وتطلعاته، نعم يمكن القول إن انحياز الأمم المتحدة ، الفجّ والأعمى، منذ أول يوم، أسهم في إطالة هذا العدوان على الشعب اليمني. وما يطرح العديد من التساؤلات حول موقف مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة هو التصريحات والبيانات التي تصدر بين الحين والاخر حيث أصدرت الأمم المتحدة موخراً بياناً دعت فيه إلى ايقاف هجمات القوات المسلحة اليمنية على السعودية"، داعيةً إلى وقف فوري لـ"التصعيد العسكري"، وهنا ايضاً يجب التطرق إلى موقف مجلس الأمن الدولي، حيث دعا المجلس إلى "حل الخلافات في اليمن من خلال الحوار الشامل ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية"، موجِّهاً طلبه إلى جميع الجهات الفاعلة في اليمن من أجل "العمل على نحو بنّاء على تنفيذ اتفاق الرياض بصورة كاملة".

إن انحياز الأمم المتحدة الواضح للتحالف السعودي الإماراتي أصبح علنيا ومنظماً، حيث يستمر العدوان السعودي الإماراتي القائم منذ أكثر من ثماني سنوات على اليمن، وخلال هذا العدوان ارتكبت  السعودية العديد من المجازر بحق اليمنيين وفرض تحالف العدوان السعودي الإماراتي حصاراً خانقاً على اليمن ما ضاعف من معاناة المواطنيين في الداخل اليمني، وفي هذا السياق فقد ناشدت الشخصيات الحقوقية والمنظمات الإنسانية المحلية في الداخل اليمني الأمم المتحدة بالتدخل الفوري للحد من المأساة الذي تسبب بها تحالف العدوان في اليمن ولكن للإسف لم تكن هناك استجابة من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، فالأمم المتحدة لم تتخذ موقفاً واضحاً تجاه جرائم التحالف السعودي المرتكبة في اليمن، وهنا يمكن القول إن الدور السلبي والسلوك السيْئ للأمم المتحدة في اليمن يعكس بوضوح معايير مزدوجة فظيعة تنتهجها الأمم المتحدة .

من جهةٍ اخرى تناقلت مصادر إخبارية خلال اليوم الماضي العديد من الأخبار والتي تفيد بتأجيل زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بسبب رفض حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء استقباله، وحسب ما نقلته وكالات الأنباء عن مصادر إعلامية ، إن زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن والتي كان من المفترض أن تتم يوم السبت الماضي ، قد تأجلت حتى إشعار آخر بسبب رفض حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء الترحيب به.

ووفق هذا التقرير ، أعلنت المصادر المذكورة تأجيل رحلة المندوب الأممي بناء على طلب صنعاء ، ووفقاً للمصادر الدبلوماسية ، فإن سبب إلغاء هذه الرحلة هو رفض اليمنيين قبوله، ويأتي هذا الخبر في وقت أصيب فيه أربعة مدنيين يمنيين بإطلاق في منطقة الرقو بمنطقة منبه الحدودية غربي محافظة صعدة شمال اليمن.كما أكد مصدر عسكري في حكومة صنعاء أن قوات التحالف السعودي المعتدي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة 107 مرات خلال الـ24 ساعة الماضية.

إدانات مستمرة.. ما سبب رفض صنعاء زيارة المبعوث الأممي؟

لطالما أعلنت وزارة حقوق الإنسان اليمنية إدانتها لانتهاكات تحالف العدوان السعودي الإماراتي بحق المدنيين اليمنيين، ولطالما طالبت حكومة صنعاء و المنظمات الحقوقية والإنسانية  الأمم المتحدة بالضغط على تحالف العدوان السعودي الإماراتي لمنع ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة وأن تتحرك لمحاسبة مرتكبيها ،كما  سبق وأن استنكرت حكومة الإنقاذ الوطني صمت المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي تقف متفرجةً إزاء ما تقترفه دول تحالف العدوان ومرتزقتهم بحق اليمنيين من قتل وتعذيب في ظل ارتفاع حصيلة الضحايا وشح الإمكانات الصحية لافتة إلى أهمية قيام المنظمات العاملة في اليمن بتوفير المتطلبات الضرورية لإسعاف الجرحى.

إن صمت الأمم المتحدة عن جرائم التحالف السعودي الإماراتي في اليمن قد أعطى تحالف العدوان صكاً على بياض لارتكاب أي جريمة، وحصنته من المساءلة حيث تظهر الحقيقة واضحة للعيان بأن عدم اتخاذ مواقف واضحة من قبل الأمم المتحدة ضد تحالف العدوان قد شجع التحالف السعودي الإماراتي على المضي قدماً في ارتكاب الجرائم ضد أبناء الشعب اليمني وهنا يمكن الاستدلال  بما لايدع مجالاً  للشك أن الأمم المتحدة تتبع سياسية ازدواجية المعايير فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، ليسقط قناع الأمم المتحدة ويكشف الوجة القبيح لازدواجية المعايير التي تتعامل بها المنظمات الإنسانية وخاصة الأمم المتحدة  .

ازدواجية المعايير.. إخفاقات الأمم المتحدة في اليمن

يجب على الأمم المتحدة الالتزام بمبادئ الميثاق الرئيسية وفي مقدمتها المساواة في الحقوق والسيادة لجميع الأمم وصون استقلالها السياسي وسلامة أراضيها ، حيث يجب تفعيل أدوات العمل الأممي بما يضمن التصدي لظاهرة عدم المساواة والانتقائية ومنع نشوب النزاعات المسلحة، فتفعيل أدوات الأمم المتحدة بمنأى عن ازدواجية المعايير والتسييس ضرورة ملحة.

وفي هذا الصدد يمكن القول إن عمل الأمم المتحدة فيما يخص الوضع باليمن كان سيئاً جداً، حيث إن تضارب المصالح وتبادل الأدوار ما بين التهميش أو التفعيل لأدوار مجلس الأمن, أدى للتشكيك بمصداقية تمثيل قرارات الأمم المتحدة للمجتمع الدولي من جهة القانون الدولي، فمواقف الأمم المتحدة المخزية بحق أطفال اليمن لا يمكن السكوت عنها، نعم إن هناك ملايين الأطفال الذين استشهدوا وأصيبوا جراء استهداف طيران العدوان السعودي على اليمن على مدى أكثر من ثماني سنوات، في ظل صمت مطبق من قبل الأمم المتحدة تجاه القتلة"تحالف العدوان السعودي"، فالأمم المتحدة أغمضت عينيها عن حق أطفال اليمن مقابل الأموال وخضعت لضغوطات التحالف دون خجل..في المقابل فإن الأمم المتحدة لطالما أصدرت بيانات ضد حكومة صنعاء وطالبت القوات المسلحة اليمنية بوقف استهداف الأماكن العسكرية في العمق السعودي، البيانات التي أصدرتها الامم المتحدة تطرح العديد من التساؤلات ،فكيف تسكت الأمم المتحدة عن الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان بحق أبناء الشعب اليمني في الوقت الذي يدافع فيه الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية عن نفسه، بينما تقوم الأمم المتحدة بإصدار  البيانات تلو الاخرى لدعم تحالف العدوان.

في النهاية لقد بات موقف الأمم المتحدة معروفا لدى الشعب اليمني وانحياز الأمم المتحدة لصالح تحالف العدوان أصبح جلياً، فالأمم المتحدة في اوكرانيا تطالب بفتح المنافذ وترفع مستوى قدراتها لتدفق المواد الاساسية، وفي الوقت نفسه تتجاهل المأساة اليمنية وتغمض عينها عن غلق التحالف السعودي كل المنافذ الآمنة لليمنيين.