ايران وسوريا تتفقان على تجديد وثيقة التعاون الاستراتيجي طويلة الأمد
*الرئيس بشار: ايران من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب
* عبداللهيان ملتقيا قادة الفصائل الفلسطينية: فلسطين والقدس القضية الأولى للعالم الاسلامي والتطبيع لا يساوي دينارا
*ايران وسوريا تقفان في خندق واحد وتتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخرفقوة سورية هي قوة للمنطقة
*المقداد:البلدان عازمان على تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري في سياق اجهاض نتائج الحظر الغربي
طهران-كيهان العربي:-استقبل الرئيس السوري بشار الأسد ظهر السبت وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له، حيث أكد الجانبان خلال المحادثات على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون الثنائي القائم في مختلف المجالات.
الرئيس الأسد أكد خلال اللقاء أن دمشق حريصة على التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع إيران بشكل دائم، وخاصة أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، وأن هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تطورات إقليمية ودولية متسارعة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
واعتبر الوزير عبد اللهيان أن سورية بلد مهم ومؤثر، ولذلك فإن قوة وتنمية سورية هي قوة وتنمية للمنطقة عموماً ولإيران خصوصاً، مؤكداً أن البلدين يقفان في خندق واحد ويتبادلان الدعم القوي لبعضهما الآخر، مشدداً على أن بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية، وهي ترى أن أي حوار بين سورية وتركيا إذا كان جاداً فهو خطوة إيجابية لمصلحة البلدين والمنطقة.
وأكد الرئيس الأسد أن الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير إلى الأمام في هذه الحوارات إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.
وتطرق الحديث أيضاً خلال اللقاء إلى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني مع مختلف الأطراف في مؤتمر "بغداد 2" الذي انعقد في عمان أواخر الشهر الماضي، وكذلك المناقشات الجارية من أجل استئناف المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
ونقل الوزير الضيف للرئيس الأسد تحيات قائد الثورة الإسلامية سماحة اية الله السيد علي الخامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي.
من جهة اخرى أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بتوصله مع نظيره السوري فيصل المقداد إلى الاتفاق على تجديد وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري فيصل مقداد قال عبد اللهيان:" الرئيس بشار الأسد أكد دعوة نظيره الرئيس إبراهيم رئيسي لزيارة دمشق وسنبذل جهدنا لإجراء هذه الزيارة العلاقات بين دمشق وطهران في أفضل أحوالها والرئيس الأسد أكّد أنّ قيادات البلدين عازمة على توسيع العلاقات الثنائية هناك العديد من الاتفاقيات المشتركة وقعت بين البلدين ويتمّ تنفيذها وتوصلت مع الوزير المقداد للاتفاق على تجديد وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين".
وشدد امير عبداللهيان على تاكيد ايران على تقوية العلاقات وبحثه مع الرئيس الاسد المواضيع ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات الإقليمية والدولية، كما اعلن تاكيد الرئيس السوري لنظيره الايراني لزيارة سوريا في اطار توطيد العلاقات والدفع بها الى الامام.
في المقابل، اعرب وزير الخارجية السوري عن تقديره ازاء مواقف طهران الداعمة لبلاده؛ مؤكدا بان البلدين عازمان على تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري في سياق اجهاض نتائج الحظر الغربي المفروض عليهما.
وبدوره تحدث "المقداد" خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع "امير عبداللهيان" ، عن موضوع الحوار السوري التركي؛ مبينا ان، أي لقاءات مع الجانب التركي يجب أن تبنى على أسس احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها وإنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.
واكد وزير الخارجية في لقائه مساء السبت مع عدد من مسؤولي وقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق ان فلسطين والقدس الشريف ما زالا القضية الاولى للعالم الاسلامي، معتبرا التطبيع العربي - الصهيوني بانه لا يساوي دينارا.
واعرب امير عبداللهيان الذي يزور سوريا حاليا بعد زيارته للبنان، عن سروره للقائه مع مسؤولي وقادة الفصائل الفلسطينية المقيمين في سوريا، وحيا ذكرى شهداء المقاومة الفلسطينية وسيد شهداء المقاومة الحاج قاسم سليماني.
واعتبر اللقاء مع مسؤولي وكبار ممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية في العاصمة السورية مؤشرا على تعزيز التلاحم والوحدة بين المحور الداعم لفلسطين.
وقال وزير الخارجية: ان فلسطين والقدس الشريف مازالا القضية الاولى للعالم الاسلامي و طالما لم تتشكل الدولة الفلسطينية على كامل تراب فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف فان فلسطين ستبقى القضية الاولى للعالم الاسلامي.
واشار امير عبداللهيان الى ان اميركا وحلفاءها ازاحوا الستار طوال سنوات طويلة عن مشاريع متعددة مثل اوسلو ، والشرق الاوسط الجديد، والشرق الاوسط الكبير، وصفقة القرن، والاتفاقيات الابراهيمية ، لكن الشعب الفلسطيني ومقاومته وعبر وحدتهم وتلاحمهم وصمودهم الرائع ارسلوا كل هذه المشاريع الى مزبلة التاريخ.
واضاف وزير الخارجية الايراني: ان معركة سيف القدس اثبتت بأن المقاومة وفلسطين حية، وحتى بطولة كأس العالم قد اثبتت بأن فلسطين حية وان التطبيع العربي الاسرائيلي لا يساوي دينارا.
كما اشار امير عبداللهيان الى عملية تشكيل حكومة جديدة في فلسطين المحتلة قائلا، ان تغيير الاسماء والوجوه في فلسطين المحتلة لا يغير شيئا ، بل ان المسؤولين الصهاينة يتبدلون من متطرف الى متطرف آخر بسبب المشاكل والأزمات الأمنية والاجتماعية المتراكمة داخل الكيان، علما بأن المتطرفين في الكيان سيؤدون بممارساتهم للمزيد من التلاحم بين المقاومة والشعب الفلسطيني.
وقال: من اللقاء مع سماحة الامين العام لحزب الله والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي السيد زياد النخالة ولقائنا هذه الليلة معكم ايها الاخوة الفلسطينيون من مسؤولي حركة حماس واعضاء الفصائل الفلسطينية الحاضرين في هذا الاجتماع، نتلقى هذه الرسالة وهي أن المقاومة هي في افضل احوالها.
واضاف وزير الخارجية الايراني انه وعلى الرغم من محاولات البعض لاضعاف ايران عبر تدخلاتهم وتاجيج احداث الشغب وشن حرب ادراكية وهجينة شاملة على الجمهورية الاسلامية ، لكن هذه المؤامرة باءت بالفشل بفضل الله تعالى ووعي الشعب الايراني.
كما القى عدد من قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق كلمات في هذا اللقاء نيابة عن الحاضرين، تضمنت شرحا لآخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والاراضي المحتلة ، كما اثنوا على الدعم الايراني المتواصل لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وحيوا ذكرى القائد الشهيد قاسم سليماني.