هلع الغرب من التبادل الستراتيجي الايراني الروسي
طهران/كيهان العربي: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسية بصدد انشاء مسير تجاري عابر للقارات بطور 3000 كيلومتر يهدف للالتفاف على العقوبات الغربية واحراج اي تدخل اجنبي. فهو مشروع قد خاف منه الغرب ابتداءا، ولما يدشن يعلن البيت الابيض عن قلقه حيال هذا المسار التجاري.
وفي الوقت الذي تستخدم اميركا وشركاؤها الغربيون، الارهاب الاقتصادي كآلية مهمة لاضعاف الخصم. في هذا السياق فان ايجاد شركاء جدد في التجارة والاقتصاد، احكام الاواصر الاقتصادية مع الشركاء القريبين من اهم موارد هذه السياسة الانفعالية التي تسلكها طهران وموسكو نحو تعاون ستراتيجي.
الى ذلك كتبت "فورين بوليسي": ان ايران وروسية واكثر من اي وقت مضى قد تقاربا، فهما شكلا جبهة مقتدرة منذ عقود ضد القوى الغربية. كما ان حرب اوكرانيا ستغير كل شيء، بان تقبل موسكو بطهران كشريك خارجي لتحصيل الاجهزة التي تحتاجها من طهران ولتجد ملجأ من الحصار الاقتصادي.
على سياق متصل تقول ناشنال اينترست، بتقديم الادعاء بان شراء طائرة سوخوي 35 من قبل ايران اخطر من ان يخطر على بال. فشراء طائرات سوخوي 35 ليست هي معاملة دفاعية وحسب وانما يعكس عمق التعاون الستراتيجي بين طهران وموسكو.
فيما كتبت مجلة فوريس العسكرية، ان ايران بعد تحويل 24 مقاتلة سوخوي 35 صنع روسيا، تحاول ان تصنع حسب العقد باقي الصفقة (ستين مقاتلة) بالتعاون مع روسية، اذ ان تسلم ايران لعدة مقاتلات وتلقيها تقنية صنع الطائرات الاخرى هو نصر لايران بحد ذاته.
من جانب آخر فان التوقيع على معاهدة اقتصادية لمنطقة اوراسيا وتدشين الخط البري شمال ـ جنوب الذي ادخل العلاقات التجارية بين ايران وروسية مرحلة جديدة، قد لحقه مشروع اكبر من المشاريع السابقة.
وبهذا الخصوص كتبت وكالة بلومبرغ؛ ان روسية وايران بصدد اطلاق مسار تجاري يعبر القارات برأسمال يفوق مليارات الدولارات، من حافة شرق اوروبا الى المحيط الهندي في ممر بطول 3000 كيلومتر.
وحسب معطيات وكالة بلومبرغ فان المسار يمتد من بحر "آزوف" (شمالي البحر الاسود) ويدخل فيه ميناء ماريوبل الاوكراني وفسحة نهر الدون، وعبور ببحر الخزر باتجاه الخليج الفارسي ومنه الى المحيط الهندي.
وتقول بلومبرغ، انه عشرات السفن الروسية والايرانية ومنها سفن شملها الحظر تتردد في هذا المسير. وحسب التفاهمات الاخيرة بين طهران وموسكو فان سقف 40 مليار دولار قد اخذ بعين اعتبار للتبادل الثنائي.
وفيما تعتبر اميركا هذا المشروع خطرا عليها لذا تسعى لمنع تحقق هذا البرنامج. فقد قال مسؤولون اميركيون انهم يرقبون عن كثب هذا المسار، داعية ان القصد هو ايصال السلاح الى روسية في حربها ضد اوكرانيا. فقال ممثل اميركا في الشأن الايراني "روبرت مالي": انه قرار مضر بامتياز وينبغي ان نبرهن للعالم انهما لن يخفيا شيئا عنا. كما وقال مسؤول اميركي رفيع في شؤون الحظر "جيمز اوبراين" بعد الاعلان عن حزمة عقوبات جديدة الاسبوع الماضي تطال مسؤول سكك الحديد الروسية؛ "انها مسافة محددة نتابعها بدقة، وكل ما يتعلق بتعاون ايراني روسي فهو يقلقنا لانه يساعد على الالتفاف على العقوبات.
هذا وتتصاعد معدلات ارادة روسيا وايران لمواجهة الضغوط الغربية كلما يحاول الغرب من زيادة هذه الضغوط على روسية وايران لاسيما الاشهر الماضية.