شارلي ايبدو العنصرية
القضية قديمة مع صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية، ومع كذبة حرية الصحافة الأوروبية، فمنذ سنوات الحكاية هي نفسها، تحويل كل ما يستفزّ شعوبنا بالنيل من رموزها ومقدساتها يلقى طريقه للنشر وتنبري السلطات للدفاع عنه بمزاعم الدفاع عن حرية الصحافة.
السؤال هو ماذا لو نشرت أي صحيفة أوروبية وفرنسية خصوصاً تعليقات ورسوماً ساخرة من تصرّفات ايتمار بن غفير الصهيوني المتوحش، وهو بشكله وخطبه ومواقفه حالة كاريكاتيرية جاذبة، أو عن حال الخرف للرئيس الأميركي، وكثيرة هي المواقف التي تشير إلى الحالة الكاريكاتيرية في شخصيته، مثل حديثه عن دعم إيران بدلاً من القول بدعم أوكرانيا، فصورة دراكولا تليق ببن غفير ولها مادة دسمة تتولى تغذيتها بصورة آكل لحوم البشر والأطفال، وصورة مستر “بيم” تليق بالرئيس بايدن، وصورة الأسلحة التي قرر إرسالها إلى أوكرانيا تذهب بعد خطابه الى إيران.
السؤال هل جفّ العقل الباريسي عن قراءة الطرافة والكاريكاتير، وصار الافتعال الأقرب الى الإسفاف بديلاً، بحيث إنه لا يلتقط مثلاً خصال البهلوان رئيس أوكرانيا، ويصرّ على ربط السخرية بالرئيس الروسي الذي لا يوحي بأقواله وأفعاله إلا بالجدّية، وأوروبا تذوق ثمار استخفافها بجدّيته في صقيع البرد؟
مرة أخرى شارلي إيبدو مجرد صوت عنصريّ لا علاقة له بالإبداع والفن والصحافة، ومرة أخرى عندما تتناول الصحيفة الإمام الخامنئي فهي لا تفعل ذلك لأن في شخصيته ما يوحي بالطرفة، بل لأن في عمق ثقافة القيّمين عليها سعي لتعويض شعور الخيبة لدى الصهاينة الذين تلتزم بهم الصحيفة، بشعور من الزهو ولو على الورق. وحرية الإعلام التي تغيب وتختفي كي يتاح للسلطات الفرنسية إقفال مكاتب قناة روسيا اليوم وحظر بثها عن الأقمار الأوروبية وقنوات الكابل الفرنسية، موجودة وحاضرة عندما يتصل الأمر بـإساءات شارلي ايبدو لرموز شعوب المنطقة، وإرضاء العمق العنصري لمناصري كيان الاحتلال.
البناء