أهمية رسائل حزب الله في المنطقة
رنا العفيف
مواقف ورسائل جمّة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى الثالثة لاستشهاد قادة النصر، الشهيدين سليماني والمهندس، في واقع المنطقة كان عنواناً رئيسياً وأساسياً في مواجهة الهيمنة الأميركية و»الإسرائيلية» على وجه الخصوص، ولقادة دول العالم بالعموم، من خلال طرح السيد مواقفه موجهاً الرسائل بعد تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة بقوله: إكبحوا جماح هؤلاء المتطرفين، المجرمين، المجانين، إذا كنتم لا تريدون حرباً ثانية في المنطقة، بالتوازي مع الحرب الموجودة في العملية الروسية الخاصة بأكروانيا، وهنا نقطة لافتة من حزب الله على تشخيص المشروع القائم الذي يقوم به محور المقاومة على جميع الأصعدة، لا سيما الذي حققه الشهيد قاسم سليماني، كان العنوان الأبرز في خطاب الأمس، بما في ذلك محاولة إحباط نسختين للشرق الأوسط الجديد، وهذا له أهمية استراتيجية ذات طابع ميداني وعسكري في دلالات الموازنة أو الردع، وبالتأكيد على ما نطق به حزب الله.
هذه المواقف تحاكي واقع المرحلة الجديدة، لتضع النقاط على الحروف، بوضع حدّ لأيّ غطرسة أو حماقة «إسرائيلية»، بارتكابها أي انتهاك يمسّ بالمقدسات، لا سيما الحديث الذي طرح حول ما يجري في فلسطين المحتلة قد يفجر المنطقة، أي ما يعني أنّ هناك مواكبة ورصداً لتحركات هذه الحكومة المليئة بالتناقضات الكبيرة، في معسكر «إسرائيل» تحديداً، وهذا لا يقلق ولا يخيف المقاومة المتواصلة بالإنجازات العديدة والتي ربما تنتقل من مرحلة التنظير إلى مرحلة التنظيم والهندسة.
أما الرسائل التي كانت على المستوى التحليلي، فهي أنّ المقاومة ثابتة بمعادلاتها، وواضحة بقوتها، وصريحة بمعادلاتها، ولا يمكن لحكومة نتنياهو الفاشية ولا لأميركا، تخويف المقاومة اللبنانية ولا سورية ولا الشعوب في المنطقة، وما يفعله إيتمار بن غفير، كان قد فعله شارون الذي دنّس المسجد الأقصى واندلعت إثر ذلك انتفاضة الأقصى، واليوم بن غفير يعيد ويكرر ذات الإجرام، يهدّد بالمساس بالمقدسات، وهذا سيؤدّي إلى تأجيج وتصعيد، وبالتالي ستتوحّد صفوف المقاومة، وقد تستدعي ربما إلى تحرك أكبر فصائل المقاومة على المستوى الدفاعي في غزة والضفة حتى أراضي الـ ٤٨، حتى ولو لم تأخذ حكومة «إسرائيل» المتطرفة القرار أو النية في ذلك، إلا أنّ مسألة الردع واضحة دون شرح بيت القصيد، ولكن زبدة الحديث الاستراتيجي الذي سمعناه، يؤكد أنّ هناك تنظيماً واستعداداً يتقدم به محور المقاومة بحذر ووعي، ما لم يكن هناك حالة استنفار لكلّ القوى في فلسطين ولبنان وسورية والعراق من أجل مواجهة أيّ احتمال تصعيدي على مستوى هذه الحكومة المتطرفة.
ونظراً لنجاح حزب الله في ضرب الوعي «الإسرائيلي»، بعد أن نشر محاكاة لدخول قوات النخبة الجديدة في مستوطنات الشمال «الاسرائيلي»، من المؤكد أننا مقبلون على مرحلة جديدة، وواقع إقليمي جديد يستدعي كلّ الفرضيات أو الأطروحات التي ذكرناها لمواجهة الكيان المؤقت…