لماذا "قل يا ايها الكافرون"؟!
حسين شريعتمداري
1 ـ يحكى أن الشاعر مولوي صاحب منظومة "مثنوي معنوي" قد جلس يناقش اثنين من شيوخ فرقتين منحرفتين. فطال بهم المقام بالبحث والجدال، حتى بلغ وقت الغروب يصدح المؤذن بفصول الاذان، فطلب الشيخان من الملا الرومي ليؤمهم لصلاة المغرب، واستجاب مولوي لطلبهما، فقرأ في الركعتين بعد الحمد سورة "الكافرون" فتساءل احد الشيخين مستغرباً السبب، فاشار مولوي بيده إليه قائلا؛ الركعة الاولى كان الخطاب لشخصك، وفي الركعة الثانية كانت الاشارة للشخص الثاني!
2 ـ وبعد شهادة القائد سليماني وهي عملية الاغتيال التي نفذت بأمر مباشر من ترامب، في الوقت الذي طالب عشرات الملايين من الشعب الايراني الذي اكتوى من هذه الحادثة الاليمة، طالبوا بصوت واحد بالانتقام من مسببي هذه الجريمة، فيما شمّر أدعياء الاصلاح باللسان والبنان رغبة بالنصيحة كي لا يجنح النظام لفكرة الانتقام من اميركا! اذ الانتقام يؤدي لمطاولةٍ في النزاع! فانبروا يكتبون "إن اي نوع من الرد لربما يخلق مراشقة كتراشق لعبة المنضدة، حيث يتأهب الجانبان لحرب من الوزن الثقيل"!
3 ـ وكذلك تلبس ادعياء الاصلاح، بعد شهادة العالم النووي الايراني الشهير الشهيد محسن فخري زادة، بلبوس الصلاح! وكشروا عن شخصيتهم كطلاب خير! فكتبوا وصرحوا بأن لا يعالج النظام الامر بالانتقام! فليس الزمان هو زمان انتقام! مما سيتسبب في دفع الكيان الصهيوني لاجراءات عدائية اخرى! فكان مما كتبوا "ان سياسة الكياسة الستراتيجية ينبغي ان تكون المحور الاهم في رسم سياسة ايران وذلك في كف شرور نتنياهو وترامب"!
4 ـ ان ادعياء الاصلاح ومع امتداد حالات الفوضى واعمال الشغب التي وقعت مؤخرا في ايران كانوا منشغلين بدعم الارهابيين المرتزقة والغوغائيين البلطجية، وبعد ان خبت الفوضى وافتضح اعداء الخارج في تآمرهم الذي اعدوا له من قبل وانزلوه الى ارض الواقع، وجاء وقت محاكمة قتلة الشعب والارهابيين السفاكين، نزل ادعاء الاصلاح مرة اخرى الى الساحة ليتخذوا دور المصلح ثانية المحب للانسانية! فتعالت اصواتهم نذيرا وخاضوا باقلامهم تحذيرا، ان لا تحاكموا القتلة! فلم تشفع حجتهم ويكأن دم الغيرة لا يكون عبيطا حين ابلغ الارهابيون بالشعب المظلوم قتلا، فلا رف لهم جفن ولا رطب لسان لسلوك الصالحات وحب لنظير في الانسانية؟!
5 ـ وها هي صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية اوردت قبل ايام تأكيدا لما انتهجته قبل سنوات من توجيه الاهانات الوقحة لمكانة رسول الله القدسية (ص)، في الوقت الذي خرج الشعب ضد الحكومة الفرنسية وما اوردته النشرة الفرنسية من اهانة، في تجمعات حاشدة ووقفات احتجاجية مدينة هذا الاجراء الوقح مطالبين بالرد القاصم على الادارة الفرنسية ونشرة "شارلي ايبدو"، فما كان من الجماعة التي تدعي الاصلاح، في اصرارها على عدم ابداء اي رد فعل حيال الاهانات الوقحة والمشينة! وذلك بتسطير المدونات وتحشيد التصريحات واللقاءات وكتابة المقالات و...
6 ـ وهنا يطرح هذا التساؤل نفسه على ادعياء الاصلاح بانه ما الفرق بينكم وبين اعداء الاسلام والثورة البينين في مواقفكم ونهجكم الذي يتطابق ومواقف الاعداء؟!