kayhan.ir

رمز الخبر: 163022
تأريخ النشر : 2023January01 - 20:26

عام 2022 التبعية الاوروبية العمياء لاميركا

 

العام 2022 الذي اصبح امس الاول وراء ظهورنا كان مليئا بالاحداث الاقليمية والدولية لكن ابرزها هي الحرب الاوكرانية التي هي في الواقع حربا اميركية عبر اجندة اوروبية ضد روسيا وبواسطة  اوكرانيا التي كانت الضحية التي لا ارادة لها ولا قرار ولو كان الامر بيدها لما استمرت في تدمير نفسها خدمة لاميركا ومطامعها في هذا الجزء من العالم التي تهدف الى اضعاف روسيا واخراجها من المعادلات الدولية على حد تصوراتها الواهية التي ثبت العكس اليوم على ارض  الواقع. فاكثر التحليلات والتكهنات حتى في الولايات المتحدة الاميركية تذهب الى القول انه من غير الممكن هزيمة روسيا في هذه الحرب التي هي حرب بالوكالة ولا امل بان يصمد زيلنسكي في هذه الحرب حتى النهاية.

فالمساعدات السخية سواء المالية او اللوجستية المقدمة من الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوربي الى اوكرانيا لم تحدث اي خلل في الموازنة العسكرية ولازالت روسيا تفرض سيطرتها على الميدان وفق حساباتها على المدى الطويل لانهاك الجانب الاوكراني ومن يقدم له الدعم وها هم الاوروبيون محرجون  كمن يصرخ اولا حيث يعلنون وفي وضح النهار بان مخازنهم من السلاح والذخيرة قد نفدت هذا من جانب ومن جانب آخر ان شعوبهم باتت تنزل الى الشارع باستمرار مطالبة حكامها بالخروج من الناتو وعدم المشاركة في الحرب الاوكرانية لما تسببت لهم من متاعب وتكاليف اقتصادية باهضه ضيقت عليهم العيش نتيجة للتضخم الفاحش وزيادة اسعار الطاقة التي لا تطاق.

فالوقائع اثبتت اليوم ان الدول الاوروبية التي زجتها اميركا في هذه الحرب الخاسرة لم تكن جاهزة لتداعياتها والا لما واجهت هذه الازمات المتتالية التي تعيشها اليوم والتي ضيقت بدورها الخناق على شعوبها المستأة جدا من هذه الاوضاع المأساوية التي تفرض عليها ويقال انها هي الاخطر على الاتحاد الاوروبي منذ نهاية الحرب الباردة.

ان المفارقة الكبيرة التي ظهرت في الحرب الاوكرانية والتي فضحت وهم بعض الدول الاوروبية التي تعد نفسها من الدول الكبرى وكشفتها على حقيقتها بانها لا تملك حتى قرارها بل منقادة بشكل اعمى للولايات المتحدة الاميركية التي تفرض سطوتها عليها خدمة لصالحها فقط.

واليوم نرى المتضرر الاول من الحرب  الاوكرانية هي الدول الاوروبية التي استنزفت كل طاقاتها في هذه الحرب اولا وارتدت عليها العقوبات التي فرضتها على روسيا تحت الضغط  الاميركي ثانيا والله اعلم ماذا سيحل بها من ازمات ومصاعب في مقبل الايام من العام 2023 ثالثا.

فالحرب الاوكرانية وماآلت اليه نتائجها حتى اليوم تشكل تهديدا مباشرا لدول الاتحاد الاوروبي وهي مصيرية  بالنسبة لها واذا لم يوضع حد لها فانها ستسبب لها المزيد من الكوارث في العام 2023.

اما المستفيد الاول من هذه الحرب المصطنعة هي الولايات المتحدة الاميركية الشيطان الاكبر الذي لا يرحم لا بحليف  ولا صديق فهي من اشعلت هذه الحرب لتوريط الدول الاوروبية واضعافها لجرها لمزيد من التبعية وبيعها السلاح ووفقا لما كتبته "فورين بوليستي" بان شركات السلاح الاميركية قد باعت عام 2022 لدول الناتو ضعفين ما باعته خلال السنوات الماضية من السلاح ناهيك على انها باعتهم الغاز باربعة اضعاف سعره العالمي.

فالوضع الاوروبي بما يواجهه اليوم من ازمات وتحديات كبيرة وهو في العام 2023 امر صعب للغاية وقد لا يحسد عليه فيما يشكك الكثيرون بان يستمر الاتحاد الاوروبي في حياته ولم تتفكك عملته وهذا ما سيخبرنا به المستقبل...