اميركا ستفقد شرعيتها لمعارضتها للمصالحه
لاشك ان لقاء موسكو الثلاثي بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي مع مشاركة رؤساء الاستخبارات في البلدان الثلاث ستنعكس اثارة الايجابية ليس على علاقات البلدين المتخاصمين سوريا وتركيا بل على عموم المنطقة ودولها وهكذا علاقات روسيا وايران سيجعل دول المنطقة التي بدأت تتفهم حقيقة الموقف الاميركي وسياساتها اللامنطقية تجاهها وكذلك سياساتها المنحازة جدا للكيان الصهيوني والتي ستكون لها تبعات كبيرة خطيرة على شعوب المنطقة اكثر استقلالية.
فما قامت به روسيا وبدعم ايراني مفتوح في العمل على خط الوساطة لجمع المسؤولين السوريين والاتراك في موسكو يعتبر نجاحا كبيرا لها لحلحلة الازمة السورية واعادة العلاقات بين البلدين لسابق عهدها وهذا ما يغيض اميركا والكيان الصهيوني يدور في فلكها لانهم لا يريدون امنا واستقرارا وازدهارا لهذه المنطقة وشعوبها بل يريدون الاستثمار وبشكل بشع في توتراتها وخلافاتها.
وبطبيعة الحال فان ردود الفعل عن هذا الانجار التصالحي سيكون متفاوتا خاصة من قبل الاميركي والصهيوني اللذين يزعجمها هذا الامر وسيبذلان كل ما في وسعهما للاخلال بها لكن السؤال المطروح هل سيوفقان في ذلك. ربما الجواب سيكون على الارجح لا لأن الكيان الصهيوني غارقا في ازمته الداخلية ولم يعد امامه مجالا للدخول في هذه القضية. اما اميركا فالامر يختلف، لان تركيا اعتادت خلال السنوات الاخيرة ان تتخذ سياسية اكثر استقلالية بعيدا نحن القرار الاميركي لان ذلك يضرر بمصالحها وهكذا الموقف الاوروبي المساند لاسرائيل.
اما سوريا فالامر يختلف تماما، اذن لا وجود لضغوط اميركية او صهيونية او اوروبية عليه والامر الاخر ان ما تسرب من دمشق بعد لقاء موسكو الثلاثي بين وزراء الدفاع في الدول الثلاث ، كانت الاجواء فيها ايجابية اتجاه ما حصل في موسكو لان دمشق ركزت على مطالبها الاساسية الثلاث وهي الانسحاب الكامل للقوات التركية من الاراضي السورية وبضمانة روسية.
2ـ مكافحة القوى والمجوعات المسلحة بما فيها المجموعات المدعومة من تركيا
3 ـ ايجاد حل لمسألة اللاجئين السوريين.
لكن ما يتخوف منه البعض هو الوضع الداخلي التركي والمنافسة الانتخابية التي هي على الابواب وكذلك انعكاساتها على مجمل هذه المصالحة خاصة وان المعارضة التركية على علاقة جيدة مع الاميركان والاوروبيين وهذا ما يسعون للتاثير على المصالحة من خلال حشر الرئيس اردوغان في الزاوية الحرجة، غير ان بعض المراقبين يستبعدون تاثير هذا التقرب من الغرب سواء من السلطة والمعارضة لان ميل الناضب التركي وشده الى القومية اكثر من اي عامل آخر.
لكن ما هو مثير للتساؤل كيف ترقب واشنطن هذه التطورات التي لا نصب لصالحها خاصة في شرق الفرات ومصير قوات سوريا الديمقراطية التي تدور في فلكها ناهيك عن ان هذه المصالحة ستجبرها على الخروج فورا من الاراضي السورية وانتزاع الذريعة منها.