عباس يناور او يقامر !!
مهدي منصوري
من الواضح ان التنسيق الامني بين سلطة عباس والكيان الصهيوني هو الوليد غير الشرعي لاتفاق اوسلو الخياني والذي وقع بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993، وينص هذا الاتفاق على تبادل المعلومات بين الامن الفلسطيني وكيان العدو بحيث يكون أمن السلطة مطية بيد الاحتلال الصهيوني، ويصبح كالعبد المطيع فيما اذا طلب منه اعتقال أي فلسطيني يخطط للقيام باعمال ضد اهداف اسرائيلية، كما على الامن الفلسطيني منع أي فلسطيني من القيام بعمليات ضد الكيان الغاصب للقدس، ولا ندري كم كان واعيا رئيس السلطة الفلسطينية عباس عندما مسك القلم بيده ووقع على هذا الاتفاق الذي اصبح فيه اداة طيعة بيد ليس عدو شعبه فحسب بل عدو لكل المسلمين.
ولكن الذي لايملك ارادته او الذي همه الوحيد هو ان يتسمر على كرسي السلطة من امثال عباس لايهمه او يثير احساسه الوطني تجاه شعبه بل يصبح في الواقع سكينا يقطع رقاب هذا الشعب ارضاء لنزواته، ومن امثال عباس في عالمنا العربي كثير وكثير ولكن الصورة قد تختلف.
ولذلك فاننا نجد مواقف عباس المعادية لكل تحركات المقاومة الفلسطينية الوطنية الباسلة والتي تريد تحرير الارض والانسان من رجس الصهاينة والتي اصبحت خنجرا في خاصرة الاحتلال، بسبب ارتهانه لاتفاق التنسيق الامني هذا اولا بل انه تعدى ذلك بحيث ان جهاز الامن المركزي للسلطة قد مارس الاعمال الاجرامية بحق ابناء وفصيل المقاومة في الضفة الغربية والقدس وغيرها من المدن الفلسطينية بحيث اصبح اليد الطولى والمساعدة في افشال أي نشاط او تحرك داخل هذه المدن والبلدات ضد مجرمي الكيان الغاصب من رجال الامن والشرطة الصهيونية وذلك باعتقال ابناء المقاومة وزجهم في السجون.
اذن فما الذي حدث بحيث يخرج علينا عباس اليوم ليهدد بالغاء الاتفاق الامني مع اسرائيل. هل هي صحوة ضمير او انه يناور أوبالاحرى يقامر من اجل الحصول على مكتسبات وضعها في تصوره ووجد في هذا الاعلان خير وسيلة ليحصل عليها.
وبطبيعة الحال فان تهديد عباس هذا يهدف الى تحقيق هدفين، اولهما انه يريد ان يمارس الضغط على الكيان الصهيوني للخروج من الازمة المالية الحادة التي تعاني منها السلطة بعد تجميد اسرائيل تحويل ضرائب بقيمة 106 ملايين يورو أي ما يعادل (127 مليون دولار) شهريا تجمعها لحساب سلطة عباس، لان هذه الموارد تشكل اكثر من ثلثي مدخول السلطة لتسديد رواتب اكثر من 1800 الف موظف، هذا من جانب ومن جانب آخر فان عباس وهو يعيش وضعا سياسيا صعبا قد يفقده سلطته لذلك بادر الى هذه المناورة او المقامرة لكي يخدع الشعب الفلسطيني بهذا القرار والذي كما هو معلوم لايمكن ان يتحقق او ينفذ لان الجانب الاسرائيلي قد استبق الامور وقال انه مستمر في التنسيق الامني، وقد كشف مراسل شؤون الشرق الاوسط لصحيفة دي ولت الالمانية من ان اعلان وقف التنسيق الامني هو خطوة قام بها المجلس المركزي لاظهار اهميته امام اعين الفلسطينيين والضغط على المجتمع الدولي لوقف اسرائيل العقوبات المفروضة على سلطة عباس.
اذن وفي نهاية المطاف يتضح وبصورة لا تقبل الشك ان عباس يعيش اليوم في مأزق سياسي كبير لا يعرف كيف التخلص منه لانه اصبح يعيش حالة العزلة الكبيرة مع رفاق دربه من القيادات الفلسطينية، ولذلك فهو يريد ان يتسلق ومن جديد على ظهر ابناء الشعب الفلسطيني ومن خلال هذه المناورة لكي يبقى وفيا للكيان الغاصب في تحقيق الامن المستديم لها من خلال اساليب القمع الوحشية التي تمارسها سلطته الامنية ضد المقدسيين وابناء الضفة الذين يواجهون العدو يوميا من خلال الاحتجاجات المستمرة والتي وضعت الكيان الغاصب في حالة القلق والارباك.