kayhan.ir

رمز الخبر: 16282
تأريخ النشر : 2015March07 - 21:05

هل يصيب حزب قائد السبسي ما أصاب حزب المرزوقي؟

روعة قاسم

تشهد حركة نداء تونس - الحائزة على المرتبة الأولى في الإنتخابات النيابية الأخيرة التي شهدتها الخضراء - أزمة خانقة قد تهدد بانقسامها وتفتتها إلى عدة أحزاب. فالحركة تتكون من العديد من التيارات الفكرية والسياسية التي التقت حول الباجي قائد السبسي الذي استقال منها للتفرغ إلى مهامه الجديدة في قصر قرطاج باعتباره الرئيس الخامس للجمهورية التونسية منذ إلغاء النظام الملكي سنة 1957.

فالتيار الدستوري (وهم المنتمون السابقون إلى حزب الدستور المنحل بعد الثورة والذين حكموا تونس خلال عهدي بورقيبة وبن علي) مستاء بسبب استثنائه من المناصب الحكومية رغم أنه يمثل الأغلبية العددية داخل الحزب، ويطالب أغلب رموز هذا التيار بعقد مؤتمر الحزب في أقرب الآجال لحسم الأمور لصالحهم ليقينهم بقدرتهم على الفوز بالمناصب الحزبية القيادية التي تم استثناء أغلبهم منها.

ويخشى اليساريون والنقابيون في حركة نداء تونس من عقد المؤتمر خوفا من فقدان مناصبهم القيادية التي اكتسبوها بعد أن أسماهم رئيس الحزب السابق الباجي قائد السبسي واستثنى الدساترة. حيث كان السبسي يخشى أن يتهم بإعادة المنظومة السابقة التي أطاحت بها الثورة في فترة كان فيها وجود دستوري في حزب سياسي يعتبر تهمة يسعى الجميع إلى التنصل منها.

ومن بين الحلول التي يطرحها الرافضون لعقد مؤتمر الحزب، هو انتخاب مكتب سياسي مؤقت من قبل نواب الحزب في البرلمان وعددهم يقارب التسعين بالإضافة إلى أعضاء المكتب التنفيذي. كما يطالب المؤسسون بأن تبقى للهيئة التأسيسية للحزب صلاحياتها وخصوصا علويتها على باقي هيئات الحزب وذلك لضمان احتكار أعضائها للقرار داخل الحزب والضرب بالديمقراطية عرض الحائط.

ويؤكد كثير من المحللين أن ما يحصل داخل حركة نداء تونس هو ذاته الذي حصل لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يرأسه المنصف المرزوقي عند تحالفه مع حركة النهضة ووصوله إلى سدة الحكم. حيث كان هناك غاضبون من قيادات حزب المؤتمر بسبب عدم نيلهم لحقائب وزارية انشقوا وأسسوا أحزابا جديدة على غرار عبد الرؤوف العيادي الذي أسس حركة وفاء بالإضافة إلى آخرين.

كما يؤكد أصحاب هذا الرأي على أن نداء تونس سيخسر قواعده الانتخابية العلمانية بسبب تحالفه مع حركة النهضة تماما مثلما حصل لحزبي المؤتمر والتكتل حليفي النهضة السابقين الذين اندثرا من المشهد السياسي بشكل شبه كلي. وبالفعل فقد بدأ السخط ينصب على هذا الحزب من قبل داعمين سابقين له عبروا في أكثر من منبر إعلامي على عدم رضاهم على التحالفات الجديدة لحركة نداء تونس وعلى ندمهم على التصويت له خلال الانتخابات التشريعية.

ويخشى كثير من التونسيين على البناء الديمقراطي في بلادهم بسبب هشاشة أحزابهم السياسية تنظيميا وعدم قدرتها على الصمود أمام الهزات، فكل حزب يصل إلى السلطة يفقد شعبيته وقدرته على الحشد. فلا يمكن بناء نظام ديمقراطي يحترم التداول السلمي على السلطة، بحسب هؤلاء، دون أحزاب سياسية قوية وديمقراطية تتجدد قياداتها باستمرار.

وترى جماهير حركة نداء تونس في عمومها أن رئيس الحزب السابق ورئيس الجمهورية الحالي الباجي قائد السبسي هو القادر على إنقاذ الحزب بما له من نفوذ وهيبة واحترام لدى القيادات من مختلف مشاربها الفكرية والسياسية وينتظر هؤلاء تدخله من أجل لمِّ الشمل حتى لا يعرف نداء تونس مصير حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، خاصة وأن النداء انتخب ليحكم خمس سنوات في حين أن حزب المؤتمر شارك في السلطة خلال المرحلة الانتقالية وبصفة مؤقتة كان من المفترض أن لا تتجاوز السنة الواحدة.