kayhan.ir

رمز الخبر: 162808
تأريخ النشر : 2022December28 - 20:18

خباثة الامبراطورية الاعلامية الغربية

 

العاصفة الثلجية التي ضربت الاسبوع الماضي الولايات المتحدة الاميركية احدثت فوضى في حركة سفر المواطنين الاميركيين لقضاء عطلة اعياد راس السنة الميلادية وقد توقفت حركة القطارات والسيارات والغيت آلاف الرحلات الجوية بين الولايات الاميركية جراء تساقط الثلوج التي كانت هذا العام هي الاسوء  حيث اجتاحت هذه الثلوج 48 ولاية اميركية وتظل مخاطر الطقس الشتوي سارية من الحدود الكندية الى الحدود المكسيكية فيما تمتد من شمال غرب المحيط الهادي الى الساحل الشرقي وقد سميت بـ "عاصفة القرن" لانها "تحدث مرة واحدة كل جيل".

ولشدة البرد القارص الذي يضرب اميركا حذر  خبراء الانواء الجوية ان يلازم الناس بيوتهم والا يخرجوا لانهم سيتعرضون للاصابة بـ "قضمة الصقيع" اي التثليج في غضون عدة دقائق. وبعد هذا التحذير الذي هو من سلسلة التحذيرات التي توجه في فصل الشتاء هذا العام هو الاسوء في العقود الاخيرة. لكن ما كان لافتا هو هبوط درجة الحرارة الى ادنى مستوياتها بحيث وصلت في بعض المناطق ومنها ولاية دالاس الى 13 درجة  تحت الصفر ناهيك عن احوال الطرق التي بقيت طيلة الايام الماضية محفوفة بالمخاطر التي تهدد المسافرين بشكل جدي.

ومع تقادم الايام بدات العاصفة الثلجية بالانحسار لكن بعد ما تسببت بوفاة 63 شخصا 30 منهم من مدينة بوفالو غرب ولاية نيويورك. ومما يؤسف له ان اغلبهم قد تجمدوا داخل سياراتهم ولقوا حتفهم بعد ما تقطعت بهم السبل وفروا من منازلهم لشدة البرد القارص نحو الطرقات السريعة السير للخروج من المنطقة وانقاذ انفسهم. وهذا ما دفع بالرئيس بايدن ان يعلنها منطقة منكوبة لكن المأساة اننا لم نشهد حضورا لافتا ومؤثرا  لفرق الانقاذ والطوارئ التي تتناسب مع حجم اميركا وتبجحاتها  وامكاناتها الهائلة لانقاذ هؤلاء المساكين الذين لقوا حفتهم بهذا الشكل المأساوي داخل سياراتهم.

ويبقى التساؤل الاكبر اين اميركا وقدراتها وامكاناتها اللوجستية التي تخيف بها العالم وهي تغزو البلدان بشكل سافر وهمجي خلال ايام وتبسط نفوذها وهذا ما حدث في  افغانستان والعراق وقبلها  في مناطق اخرى من العالم، لكنها تبدو هنا عاجزة عن اداء مهامها تجاه شعبها وينكشف مدى ضعفها وهوانها وعجزها في انقاذ عشرات المواطنين من سكان مدينة بوفالو غرب ولاية نيويورك. انه لامر محير ولابد من محاسبة المسؤولين في اميركا على تقاعسهم وعدم اهتمامهم بارواح شعبهم ولو حدث ذلك في دولة اخرى من دول العالم التي يخاصمها الغرب واميركا لاقاموا الدنيا  ولم يقعدوها لعدة اشهر عبر امبراطوريتهم الاعلامية العفنة وغير المهنية التي يوظفوها للشر والفوضى ونشر الرذيلة دون حياء او خجل لكننا نراهم اليوم قد التزموا الصمت المميت امام هذه الحادثة المأساوية حتى لا تنكشف العورات الاميركية وخذ لانها المفضوح لابناء شعبها بسبب سوء ادارة مسؤوليها امام الكوارث الطبيعية وعدم القيام بواجباتهم الانسانية بما يلزم تجاه مواطنيهم، لذلك تبقى هذه الحادثة المؤلمة والخزينة التي لم يسلطوا الاضواء عليها لطخة عار في جبين الاعلام العالمي خاصة الغربي الذي مر عليها مرور الكرام.