الجيش الألماني: طائرات لا تطير وجنود بلا أحذية
برلين – وكالات : يعدّ الجيش الألماني واحداً من بين أكبر 30 قوّة عسكرية في العالم، وبقوامه البالغ 183 ألفاً و695 جندي، يُعد ثاني أكبر قوّة عسكرية في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا من حيث عدد الأفراد، وسابع أفضل جيش من حيث التمويل في العالم. إلاّ أنّ هذا الجيش الذي كان يشكّل قوّة ضاربة في العالم، بات يعاني خللاً في جوانب مادية عديدة.
ووفق تقريرٍ نُشِرَ في كانون الأول/ديسمبر الماضي عام 2021، فإنَّ أقلَّ من 30% من السفن التابعة للبحرية الألمانية "تعمل بشكلٍ كاملٍ"، فيما "مقاتلات كثيرة في وضعٍ لا يسمح لها بالطيران". أمّا بالنسبة إلى المعدات البرية، "فلا تُعَدُّ سوى 350 مركبة قتالية من طراز بوما مؤهلةً للحرب".
وحتّى إن امتلك الجيش المعدات، لا يملك ما يكفي من الجنود لتشغيلها. فبوجود 180 ألف جندي في صفوفه (مقارنة بـ500 ألف عام 1990)، يُعدتبر عديد قواته أقلَّ بآلاف عن الأعداد اللازمة لمواجهة أيِّ غزو.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الدفاعي، والنائب عن "الحزب الديموقراطي الحر"، ماركوس فابر، إنّ "الجيش الالماني لا يملك القدرة حتى على القيام بوظيفته الأساسية، المتمثّلة في الدفاع عن البلاد في حال تعرّضها لهجوم".
وفي هذا الخصوص، تشتكي إيفا هوغل، مفوضة البوندستاغ لشؤون الدفاع من بطء عملية تحديث الجيش الألماني، وتضيف أنّ "القاعدة المادية للجيش أصبحت الآن أسوأ مما كانت عليه قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، إذ جرى إرسال كثير من السلاح إلى كييف".
وتقول هوغل إنّ "ألمانيا بحاجة إلى شراء ذخيرة بقيمة 20 مليار يورو من أجل تجهيز قواتها تماماً، والجنود لا يجري تزويدهم دائماً بالملابس اللازمة".
وبشكل ساخر، انتقد موقع "بيزنس إنسايدر" في وقت سابق، الحال التي وصل إليها الجيش الألماني، قائلاً إنّ "الذخيرة التي يملكها الجيش الألماني حالياً قد تكفيه يومين من الحرب، في حدّ أقصى"، وهو ما يتعارض وما يفرضه "الناتو" على الدول الأعضاء من امتلاك ذخيرة تكفي ما يزيد على 30 يوماً".