الشعب المغربي ينتفض على نظامه المطبع
امير حسين
ليس صدفة ان ينتفض النشطاء السياسيون والحقوقيون وطلبة الجامعات المغربية ومن مختلف التيارات الاسلامية واليسارية في الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع الخيانية بين المغرب والعدو الصهيوني بل ينم من غضب طلائع الشعب المغربي تجاه العدو الغاصب ونظامه الملكي الفاسد الذي يدور في الفلك الاميركي ـ الغربي.
وليس صدفة ان تنطلق هذه الوقفات الاحتجاجية ضد التطبيع في العاصمة او بعض المدن الكبيرة وحدها بل شملت 30 مدينة مغربية وفي يوم واحد وهي مناسبة الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاقية التطبيع الخيانية وهذه هي رسالة بليغة لاصحاب القرار الذي ينحصر بيد "الملك" فقط ومفادها ان "مدن المغرب وكافة مناطقها هي ضد التطبيع والمطبعين الذين يخونون القضية الفلسطينية في وضح النهار ويطعنون شعب من الخلف.
المشاركون في الوقفات الاحتجاجية التي دعت اليها "الجبهة المغربية بدعم فلسطين وضد التطبيع والتي تضم 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا، لم ينددوا بالتطبيع وادواته فقط بل طالبوا باسقاط الاتفاقية التي وصفوها بالمشوؤمة والخيانية.
لكن ما ميّز الوقفة الاحتجاجية في العاصمة المغربية الرباط عن غيرها هي انها نظمت امام مقر البرلمان لتوصل رسالتها الى شعوب العالم بان الشعب المغربي يرفض التطبيع اولا واخيرا وهذا ما انعكس في شعاراتها المدوية "فلسطين للاحرار والتطبيع وصمة عار" و"الشعب يريد اسقاط التطبيع" و"المغرب ارض حرة وصهيوني اطلع برا". المشاركون في هذه الوقفات الاحتجاجية عبروا عن سخطهم للسلطة الحاكمة في المغرب ومشروعها الخياني في التطبيع معلنين في نفس الوقت عن دعمهم اللامشروط للمقاومة الفلسطينية.
ان ما اعلن في 10 كانون الاول 2020 من استئناف للعلاقات كان مجرد مسرحية على ان الرباط قد طبعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني في هذا الوقت اسوة بالرياض المطبعة خلف الكواليس والمشجعة للامارات والبحرين والسودان للتطبيع العلني ودفعهم الخيانة.
لكن الواقع والتاريخ يكشف غير هذا فقد سبق لمجلة اكونوميست اللندنية ان كشفت عن هذا السر الذي اسمته "السر الخفى" والذي بقي لعقود خلف الاضواء ، وكتبت "ان العلاقات المغربية الاسرائيلية لم تنحصر في التعاون التجاري بل تجاوز كل مظاهر التعاون وحتى التكنولوجي والتسليحي."
والامر الاخر الذي كشفته صحيفة "هآرتس" الصهيونية بأن "العلاقات والتعاون الامني والاستخباراتي بين اسرائيل والمغرب يعود لسنوات طويلة" وهذا يكشف عمق العلاقات الوطيدة بين النظام الملكي المغربي والكيان الصهيوني الذي اعتاد ان يفرض استراتيجيته الخبيثة على المطبعين العرب بان يقبلوا بالتفوق الاسرائيلي العسكري وكذلك القبول بشراء المنظومات الدفاعية من عنده وهذا ما طبقه المغرب بحذافيره.
واليوم فالشعب المغربي الذي جسد دعمه المطلق لفلسطين في مونديال قطر ووقف معه العرب والمسلمين واحرار العالم سيمضي قدما باذن الله رافعا رايتها حتى تحرير فلسطين.