طهران: العقوبات لا تتماشى مع التوصل لاتفاق ويجب رفعها دفعة واحدة وليس تدريجيا
طهران - كيهان العربي:- اختتمت المفاوضات النووية بين مساعدي وزراء الخارجية الايراني ودول مجموعة 5"+1" واللقاءات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية في ايران وكل من روسيا والصين في مدينة "مونترو" السويسرية.
واستغرقت المفاوضات بين طهران ودول "5+1" مساء الخميس لمدة 5ر2ساعة حيث رأس الجانب الايراني الدكتور عباس عراقجي ونظرائه في دول مجموعة "5+1" الى جانب مساعدة منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "هلغا اشميد".
كما اجرى وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي "جون كيري" أربع جولات من المفاوضات وتقرر ان يعقد الاجتماع القادم اعتبارا من 15 مارس - اذار الجاري وحتى 20 منه الا انه لم يحدد بعد مكان انعقاده.
كما عقد رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية الدكتور علي اكبر صالحي ووزير الطاقة الاميركي "ارنست مونيز" اجتماعات فنية ثنائية.
وبخصوص هذه المفاوضات قال وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف إنه يجب رفع العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على ايران تماما وليس تدريجيا قبل إمكانية التوصل لاتفاق في المحادثات بشأن القضية النووية الايرانية.
وقال الوزير ظريف لوكالة أنباء 'كيودو' اليابانية أمس الجمعة، أن العقوبات لا تتماشى مع التوصل لاتفاق.
واشار الى أن رفع العقوبات بصورة تدريجية عن إيران لا يخدم عملية بناء الثقة بدرجة كبيرة.. مضيفا 'لدينا تفويضا واضحا للغاية من أجل رفع جميع العقوبات'.
ووصف وزير الخارجية بالقول: رفع العقوبات دفعة واحدة يشكل ارضية للتوصل الى اتفاق نهائي مع دول مجوعة "5+1".
واوضح الدكتور ظريف: ايران استطاعت من احتواء الضغوط الناجمة عن العقوبات وخفضها الى اقل المستويات كما تمكنت من تحقيق تطور كبير جدا في المجالات الاقتصادية.
واعرب عن امله في ان تخطو سائر الدول المشاركة في المباحثات كايران نحو تسوية المشاكل كي تكون النتيجة لمصلحة جميع الاطراف.
وفي مقابلة خاصة مع قناة "سي ان ان" الاميركية، قال وزير الخارجية: ان ايران ورغم انها كانت تعتبر المفاوضات غير ضرورية، جاءت الى طاولة المفاوضات لتظهر ارادتها السياسية، والآن على الطرف الآخر ان يتخذ قراره الجاد، مضيفا ان الحظر والاتفاق لا يمكن ان يكونا مع بعضهما بعضا.
وشدد بالقول: نحن نؤمن بأنه يمكننا بالحقيقة التوصل إلى اتفاق إذا توفرت هناك الإرادة السياسية لاتخاذ خيارات صعبة وعلى الجميع القيام بخيارات صعبة.
وتابع: نحن أظهرنا الإرادة السياسية للدخول بالمفاوضات لحل هذه المسألة واعتقد أن على الطرف الآخر أن يقوم بالأمر ذاته وإظهار الإرادة السياسية واتخاذ قرارات صعبة والعلم بأن العقوبات والاتفاق لا يمكن أن يكونا مع بعضهما البعض، فإما أن تختار مسار العقوبات وتستمر في المواجهة أو حل هذه المسألة من خلال المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.
ومضى قائلا: نحن اقدمنا على خيار صعب للانخراط في مفاوضات رغم أننا نؤمن أن هذا الأمر غير ضروري حيث أن الأزمة مصطنعة كما رأينا.. الناس كانوا يتوقعون منذ عشرين عاما على أن إيران يفصلها عام واحد على تصنيع قنبلة وهذه التوقعات اثبت عدم صحتها مرارا.
من جانبه اكد وزير الخارجية الاميركي "جون كيري" أنّ تقدما تحقق في المفاوضات مع إيران، مشددا على ضرورة الاتفاق معها لان من شأن ذلك ان يخفف من التوتر. كيري وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي سعود الفيصل في الرياض تعهّد بالالتزام بحل القضايا العالقة سواء تم الاتفاق النووي ام لا.
وفي الاطار ذاته أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي "فيديريكا موغيريني" امس الجمعة، أنه من الممكن إبرام اتفاق جيد في المفاوضات النووية مع ايران.
وقالت خلال مؤتمر عن السياسة الخارجية في "ريغا" عاصمة "لاتفيا": أعتقد أن من الممكن التوصل لاتفاق جيد. كما أعتقد أنه لن يتم إبرام أي اتفاق إذا لم يكن جيدا، وهذا شيء يجب أن ننقله كرسالة لكل أصدقائنا وشركائنا.
وتابعت المرحلة الأخيرة من المحادثات النووية ستتعلق بالإرادة السياسة أكثر من المفاوضات الفنية.
وعلى الصعيد ذاته اكد كبير المفاوضين في فريق المفاوضات النووية مساعد وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي، حصول تقدم في المباحثات النووية بمونترو اكبر بكثير من الجولات السابقة، مشيرا الى عقد جولة جديدة من المفاوضات في 15 من الشهر الجاري.
وقال عراقجي: لازالت هناك بعض الصعوبات، هناك خلافات بين الجانبين لابد من ازالتها، لابد من ردم الهوة لكننا على الأقل صرنا أكثر تفهما للآخر.
واضاف: "ان القرار السياسي سيتخذ بعد الانتهاء من المباحثات الفنية"، مؤكدا انه حينها يمكن للطرف الآخر ان يتخذ قرارا هاما بشان ما اذا كان يريد فرض المزيد من الحظر والضغوط او التوصل الى اتفاق.
واوضح عراقجي انه "لابد ان يكون هناك تعاون متبادل بين الجانبين بشان القضايا الفنية ولابد ان نسعى لمواصلة العمل".
وتابع: "لابد من مواصلة المباحثات الفنية، وفي الوقت ذاته ان الطرفين سيكونان في ظروف تؤهلهما لاتخاذ القرارات السياسية، ومتى ما انتهينا من المباحثات الفنية فحينها سيكون الوقت قد حان لاتخاذ القرار السياسي".
واشار عراقجي الى انه سيكون على الطرف الاخر ان يتخذ القرار الهام، مؤكدا انه لو كانت المقاصد حسنة فمن البديهي انهم لابد ان يؤكدوا على اتفاق ينص على ازالة العقوبات وهذا جانب مهم من المباحثات.
وشدد بالقول: "ان اساس عملنا هو رفع جميع اجراءات الحظر، ولايمكن ان يبقى منه شيء، وبعض الحظر قد ينطوي على اهمية سياسية او قانونية بالغة مقارنة بالاخرى، نحن نبحث جميع الوان هذا الحظر".
واكد عراقجي انه ستعقد جولة جديدة في 15 من الشهر الجاري في مونترو او جنيف. قائلا "سنبذل كل ما بوسعنا ومن خلال ابداء المزيد من التفهم لحل القضايا الرئيسية قبل نهاية مارس، وسنواصل العمل على التفاصيل ونأمل بالتوصل الى اتفاق حتى نهاية يونيو".