عملية القدس تنهي نتنياهو سياسيا !!
مهدي منصوري
تعتبر العملية الاستشهادية التي تمت في القدس الشريف بالامس والتي استهدفت الشرطة الاسرائيلية هي واحدة من سلسلة العمليات الانفرادية التي تستهدف الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.
ومن الطبيعي ان مثل هذه العمليات الايذائية تأتي نتيجة طبيعية لتصرفات الشرطة الصهيونية الاهوج ضد ابناء الشعب الفلسطيني وذلك من خلال ممارساتها في اقتحام المدن والقصبات الفلسطينية والقيام بعمليات الاعتقال العشوائي.
وقد وضعت مثل هذه العمليات الانفرادية الصهاينة في حالة من الرعب وعدم الاستقرار لانها تأتي وبصورة مفاجئة وغير متوقعة وبحيث اصبحت هاجسا مقلقا لحكومة نتنياهو وقد حذرت اوساط عسكرية صهيونية عن هذه العمليات والتي اعتبرتها صورة من صور المقاومة للوجود الصهيوني، وبنفس الوقت اثبتت هشاشة الوضع الامني وعدم قدرته على مواجهة مثل هذه العمليات البطولية.
وبمتابعة قصيرة يمكننا القول ان وخلال الاسابيع القليلة الماضية قد تم التعرض للشرطة الصهيونية والمستوطنين الصهاينة من قبل الشباب الفلسطيني المقاوم من خلال عمليات الطعن او الدهس وغيرها من الاساليب الاخرى الذي لم يألفها العدو الصهيوني من قبل والتي لم يحسب لها حسابها بحيث خلقت حالة من الرعب والقلق لدى الصهاينة وبصورة كشفت عنها الصحافة الاسرائيلية وفي اكثر من مقال ، كذلك فان مثل هذه العمليات تمكنت ان تفشل عمليات التنسيق الامني بين سلطة عباس والكيان الصهيوني.
لذا فان مثل هذه العمليات وان تباعدت في موعد تنفيذها الا انها يمكن ان تخلق اجواء ضاغطة وكبيرة على حكومة نتنياهو من اجل ان يغير سياسته الهوجاء تجاه ابناء الشعب الفلسطيني، وكذلك تساهم مساهمة فعالة في اضعاف موقفه الانتخابي خاصة وانه يدعي وفي جل خطاباته من انه سيحقق الامن للصهاينة، ولكن هذه الخطابات والتصريحات اخذت تتكسر على صخرة العمليات البطولية التي ينفذها الشباب الفلسطيني خاصة في القدس المحتلة.
وفي نهاية المطاف فان نتنياهو اليوم يعيش وضعا صعبا جدا يمكن ان يأتي على مستقبله السياسي وان يخسر موقعه في الانتخابات القادمة، خاصة وان المعارضة قد وحدت قواها من اجل ان لا يصل نتنياهو لرئاسة الوزراء مرة اخرى، باعتبار ان ما تواجهه اسرائيل اليوم من مشاكل وعقبات هو بسبب سياساته الخاطئة، وكذلك فان مثل هذه العمليات الايذائية قد تكون سلاحا قويا بيد هذه المعارضة من اجل اسقاط نتنياهو وابعاده عن الواجهة السياسية في المستقبل القريب.