طهران تستهجن الاستخدام الانتقائي لحقوق الانسان
رغم الصبر الاستراتيجي التي تعاملت به سلطات الجمهورية الاسلامية مع مثيري الشغب من البلطجية واصحاب السوابق الذين نزلوا بالسلاح الى الشوارع ومارسوا ابشع انواع العنف والقتل ضد قوات التعبئة والشرطة الذين منعوا من حمل السلاح واستخدامه وقدموا عشرات الشهداء والجرحى، نرى امبراطورية الكذب والدجل الغربية قد شنت حملة شعواء ضد ايران واتهمتها بما يليق بها من الاكاذيب لافتراءات وفبركة الاحداث وتضخيمها بشكل لا يعقل ولا يخطر على بال اي انسان وهذا ما فعلتها في سوريا عندما شنت عليها حرب كونية عالمية انتهت بهزيمتها وبقيت سوريا حكومة وشعبا صامدة واجتازت المرحلة بسلام.
هذا السيناريو الفاشل الذي حاكه الغرب واميركا في المقدمة وكل ذيولهم من الصهاينة والعرب المتصهينين كل امكاناتهم الاعلامية و كل سبل الدعم المالي واللوجستي وانواع متطورة من السلاح الفردي المخصص لاعمال الشغب قد انهار بوعي الشعب الايراني وبصيرته وتحليله للدسائس الاميركية والغربية التي افشلها طيلة اكثر من اربعين عاما من انتصار ثورته الاسلامية المباركة.
واليوم وبعد ان انتهت اعمال الشغب والعنف واعتقل عناصرها من المجرمين المرتبطين بالاجنبي وقدموا الى المحاكمة بعيدا عن انجر الى الشارع كمعترض على بعض الاوضاع الاقتصادية او مغفل اخلي سبيله، نرى الاعلام الغربي المتواطئ يرفع عقيرته بشكل آخر ويرسم صورة اخرى لوجه المشاغب الذي نزل الى الشارع لارعاب الناس والاخلال بامنهم على انه معترض ومتظاهر لاسقاط النظام في ايران وكان في مقدمة هذا الاعلام الغربي والمزيف صحيفتا الغارديان ونيويورك تايمز وابواقه الاخرى حيث وضعت الغارديان محاكمة واعدام المجرم "مجيد رضا رهنورد" الذي قتل اثنين من اعضاء قوات التعبئة بسلاح بارد وجرح اربعة اخرين والذي صورته الكاميرات واعترف هو بذلك وبثت محاكمته العلنية عبر تلفزيون الجمهورية الاسلامية وهو يستجعل اعدامه، بانها "جريمة قتل علنية" نفذت بعد "اقل من شهر من اعتقاله وبعد محاكمة سرية" او ما كتبته نيويورك تايمز بان "اعدام المحتجين علنا يمثل تحولا في حملة الحكومة القمعية" وان اعدام مجيد رهنورد الذي اعترف هو بقتله لاثنين من قوات التعبئة وجرح اربعة اخرين" امر متعمد للحقائق والواقع اما الخارجية الاميركية هي الاخرى قد ادلت بدلوها حيث وصفت اعدام القاتل مجيد رهنورد بانها "عملية قتل تظهر ان القيادة في ايران تخشى المحتجين".
فالاعلام الغربي المزيف بنهجه وتاريخه وخروجه الفاضح عن المهنية والحيادية والذي وظف هذه المدة 250 قناة فضائية باللغة الفارسية على مدار الساعة في خطوة غير مسبوقة وفي تصور واهم وواهي لاسقاط النظام في ايران لا تنتظر منه غير ذلك، لانه اعلام معاد وحاقد وينظر الى ايران بانه مصدر خطر على مصالحها اللامشروعة في المنطقة والعالم وترفع لواء الدفاع عن حقوق الانسان زيفا لانها خصما لها فيما تتغاضى بشكل مسبق متعمد عن الانتهاكات الفظيعة والحقيقية لحقوق الانسان في الدول المتناغمة معها والتي تدور في فلكها! اليس هذا الامر مسيسا وازدواجيا؟!
اننا نعتبر ووفقا لمشاهداتنا ومشاهدة الرأي العام العالمي وعبر شاشات التلفزة لتعامل الشرطة الاميركية والغربية مع المتظاهرين والمحتجين وليس المشاغبين اومثيري الشغب بشكل وحشي وهستيري، بانهم من اكبر المنتهكين لحقوق الانسان في العالم اضافة لدعمهم المفرط للكيان الصهيوني المستمر في قمعه للشعب الفلسطيني منذ اكثر من سبعين عاما وكذلك لانظمة الاستبداد في المنطقة وخارجها.
طهران المتمسكة بحقوق الانسان الاسلامية بشكل حقيقي احتراما لانسانية الانسان وكرامته ترفض اي استخدام انتفائي لحقوق الانسان التي اصبحت اداة نفاقية ومقيتة لتعزيز المصالح السياسية لبعض الحكومات الغربية والاميركية، لن تستسلم لتهديداتها وضغوطها البالية.