kayhan.ir

رمز الخبر: 161971
تأريخ النشر : 2022December13 - 21:14

بطرد سفيرة الشر الاميركية يستقر العراق

 

مهدي منصوري

سادت بعد مجيء السوداني على راس السلطة في العراق حالة من الارتياح لدى كل العراقيين لانه حظي بموافقة جميع القوى السياسية والعشائر وشرائح المجتمع العراقي. ولكن في الطرف المقابل فانها وقعت كالصاعقة على اعداء الشعب العراقي  وبالخصوص اميركا المجرمة وحلفائها وعملائها وبذلك ادركوا ان اي نجاح تحرزه حكومة السوداني وعلى اي من المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فانهم يفقدون نفوذهم داخل العراق والذي بنوه من خلال مشاريع الفساد المالي والاقتصادي والاجتماعي ، ولذلك  فانهم رفعوا راية العداء ووضع عصا عرقلة استمرار الحكومة في ما تريد القيام به من اجراءات قوية ضد الفساد والفاسدين والذي ثبت انهم ينفذون اجندة اميركية من خلال تهديدات وتوجيهات البيت الابيض عن طريق سفيرة الشر الاميركية والتي تطالب بعدم التعرض لرؤوس الفساد الاقتصادي  وكذلك لاجراء اي تغييرات كبيرة في القيادات العسكرية العليا. ولم تكتف السفيرة الحمقاء بذلك بل تجاوزت مسؤوليتها كدبلوماسية لها حدود خاصة في التعامل كبقية البعثات الدبلوماسية من خلال تهديدها حكومة السوداني وفيما اذا لم يكف عن اجراء التغييرات والتي تقطع يد اميركا من تدخلها السلبي فانها ستذهب الى تهييج الشارع العراقي  باقامة التظاهرات في المدن العراقية خاصة الجنوبية منها كما فعلت ذلك ابان حكومة عبدالمهدي للوصول الى مبتغاها في اسقاط حكومة السوداني التي لم تأت حسب رغبتها.

الا ان السفيرة الاميركية قد غفلت ان وضع العراق اليوم يختلف عما كان عليه قبل اكثر من سنتين وان الشعب العراقي قد ادرك جيدا ان ما عاناه ويعانيه من مآسي والام سببه الاول والاخير هي اميركا المجرمة التي لم تساهم ولا في خطوة واحدة في ايجاد مايساهم في استتباب الامن والاستقرار فيه بل العكس وهو الصحيح اذ وبصناعتها داعش والارهابيين المجرمين ودعمها اللامحدود لكل المعادين للعملية السياسية فانها ساهمت في عدم استقرار  وامان هذا البلد.

ولذا فالاجواء الان في العراق وكما اشارت اوساط سياسية عراقية تسير بالاتجاه المعاكس لما تريده اميركا وحلفاؤها وبالامس طالبت الاوساط الشعبية العراقية من حكومة السوداني ان لا يتوانى او يتغاضى عما تقوم به السفيرة الاميركية من خلال لقائها بالعديد من الشخصيات والفعاليات السياسية للعمل على افشال الحكومة الجديدة والعودة بالعراق والعراقيين الى المربع الاول. وقد جاءت مطالب هذه الاوساط  من الحكومة  العراقية بطرد السفيرة الاميركية لانها تجاوزت وبشكل وقح وسافر مهمتها الدبلوماسية كما عملت الكويت من قبل في طردها لتدخلها السلبي في شؤونهم الداخلية واثارة الفتنة فيها.

وان العراقيين  اليوم لايحتادون الى املاءات او وصاية اعدائهم وهو القادرون على ادارة شؤونهم بايديهم من دون وصاية اميركية او غيرها ليعيش حالة الامن والاستقرار  كما تعيشه اغلب دول المنطقة المجاورة للعراق. واما فيما اذا تهاونت حكومة السوداني في هذا الامر فان العراق لن يرى الاستقرار والامن والازدهار في ظل تحكم اعدائه به وعلى رأسهم الشيطان الاكبر اميركا وحلفائها وعملاؤها الخونة في الداخل الذين باعوا انفسهم بدولارات بائسة.