من الإتفاق النووي الى إتفاق مينسك.. أوروبا و الدور المدموغ بالعار
عندما كانت ايران تؤكد على ان اوروبا لا يمكن الوثوق بها، وانها ليست سوى أداة لتنفيذ المخططت الامريكية في العالم، بعد دورها المخزي في الاتفاق النووي، كان هناك من يعترض ويقول ان اوروبا وان كانت حليف لامريكا، الا ان لها سياستها الخاصة، ولكن ما تم الكشف عنه مؤخرا عن دورها المنافق في اتفاق مينسك، ومن على لسان المستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل، أكد صوابية نظرة إيران الى أوروبا وبشكل قاطع.
المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، في حديث لها مع صحيفة "زييت" الالمانية مؤخرا، اعتبرت اتفاق مينسك لعام 2014 بانه كان محاولة لمنح أوكرانيا الوقت الكافي لتستعد للحرب ضد روسيا. وعبرت عن شكها في أنه كان بإمكان بلدان الناتو آنذاك أن تفعل كل ما تفعله الآن لمساعدة أوكرانيا.
هذه التصريحات الفضائحية لأنجيلا ميركل، كشفت عن ان اوروبا خدعت روسيا، وانها لم تكن تهدف، عندما شاركت في التوقيع على الاتفاق، وقف طلاق النار في شرق اوكرانيا، بل كانت تهدف الى منح كييف الوقت الكافي لتعزيز قدراتها العسكرية، لذلك لم ننخذ اوكرانيا واوروبا اي اجراء جدي لتنفيذ بنود الاتفاق.
المعروف ان اتفاق مينسك عبارة عن سلسلة من الاتفاقيات الدولية تم التوقيع عليها بين عامي 2014 و 2015 من قبل مجموعة الاتصال الثلاثية بشأن أوكرانيا، والتي تتألف من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بوساطة زعماء فرنسا وألمانيا، بهدف إنهاء الحرب في منطقة دونباس في أوكرانيا.
اليوم تأتي ميركل لتقول للعالم، ودون حياء، ان اوروبا استغلت فرصة الاتفاق جيدا، لانها لم تكن تسعى لحل الازمة كما كانت تزعم، بل الى تجميدها لفترة من الزمن، كون حلف الناتو لم يكن قادرا على إمداد قوات كييف بالأسلحة خلال تلك الفترة، بذات الوتيرة التي يقدمها اليوم، وبذلك تعلن وبصريح العبارة ان اوروبا خدعت روسيا، بل خانتها، من خلال خدعة الاتفاق، دون ان تحترم توقيعها ودورها ومكانتها في العالم.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنتقد كلام ميركل قائلا :"ان الاتفاقيات كانت مسألة ثقة.. الثقة بالطبع تكاد تصل إلى الصفر، ولكن بعد تصريحات ميركل، بالطبع يأتي سؤال كيف تتفاوض على شيء ما؟ وهل من الممكن التفاوض؟ ومع من وأين الضمانات؟ هذا طبعا السؤال المطروح".
كانت السيناتورة الروسية أولغا كوفيديتي، مصيبة في رأيها عندما علقت على تصريحات ميركل بقولها :"أن التواطؤ الجيوسياسي لبريطانيا والولايات المتحدة وتابعتهما المطيعة أوكرانيا حول التأخير المتعمد في تنفيذ اتفاقيات مينسك بهدف إعداد أوكرانيا للصراع مع روسيا، يقوض مصداقية أي مفاوضات لاحقة وأي اتفاقيات مع هذه الشخصيات السياسية الغربية".
هذا الدور الاوروبي المدموغ بالعار والخداع والخيانة، لا ينحصر باتفاق مينسك، بل ظهر وبشكل اكثر قبحا، في الاتفاق النووي، فعندما جسدت امريكا دورها الحقيقي في الاتفاق، وهو دور البلطجي المعروف، وانسحبت منه دون مبرر سوى انه لم يأت كما ترغب "اسرائيل"، لاحظ العالم كيف رضيت اوروبا ان تجسد دور المنافق في الاتفاق، حيث لم تنسحب منه، الا انها افرغت الاتفاق من محتواه، عبر تقديم مقترحات مخادعة وكاذبة لشراء الوقت، لابقاء ايران في الاتفاق والالتزام ببنوده، دون ان تلتزم هي بإي من بنوده، وهي خدعة لم تنطل على ايران، التي ردت وبكل قوة، دفاعا على مصالح الشعب الايراني في امتلاك برنامج نووي سلمي، دون اي اعتناء ببلطجة امريكا ولا بنفاق اوروبا، فايران ادركت ومنذ زمن بعيد، العلاقة التي تربط اوروبا بامريكا، وهي علاقة ستبقى في دائرة التابع والمتبوع، ولم يكشف تصريح ميركل الاخير، الا جانبا بسيطا من هذه العلاقة، التي لم تجلب سوى العار والذلة بل وحتى الخراب لاوروبا، بشهادة تداعيات الحرب على اوكرانيا.
العالم