الصورة القائمة لمستقبل الجيش الصهيوني
مهدي منصوري
المواجهات العسكرية اليومية التي يتعرض لها الجيش والشرطة الصهيونية من قبل ابناء المقاومة الابطال كشفت صورة قائمة عن الجيش الصهيوني خاصة وانه لم يعهد مثل هذه الحالة من قبل.
وبطبيعة الحال فان وضعية الجيش الصهيوني من الداخل بلغت حدا من التدهور الشديد في جاهزيته والتراجع غير المسبوق في كفاءته التأهيلية القت بظلالها على القادة العسكريين الصهاينة والتي بدات تعكسها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة الصهيونية والغربية. وقد نقل رئيس شعبة الافراد السابق "اتمار رايخيل" انه وبحلول عام 2026 ستفقد القوات الجوية 55% من خبرتها المهنية. مما يعكس ان الضرر طويل الامد يتجلى في اهم موارد الا وهو القوة البشرية عن فهم ميكانيك الطائرات، ومراقبو وحدات التحكم ومحيي الانظمة الخاصة ومخططوا المهام والتي تتراوح اعمارهم بين 35 ـ 45 عاما بحيث لا يمكن الاستغناء عنهم وبحلول عام 2025 سيغادر نصفهم ليتركوا خلفهم عديمي الخبرة. بالاضافة الى ما تقدم فانه ومن الطبيعي ان ينعكس هذا الامر وبصورة سيئة جدا ومقلقة هو فقدان ثقة الجنود بالجيش وتصدع ايمانهم بقدرته على الحفاظ على حياتهم وعدم اليقين باستمرار خدمتهم وبذلك تراجعت قناعاتهم بوجودهم فترة طويلة.
واشار الخبراء العسكريون الصهاينة الى القرارات غير الصحيحة التي اتخذها كبار قادة الجيش والتي اسفرت عن اخطاء واضرار جسيمة في المنظومة الامنية العسكرية والتي سببت في نمو كرة ثلجية في طريقها نحو الهاوية.
وعلى نفس المنوال رأي خبراء ومراقبون ان تكرار جنرلات صهاينة بان كيانهم الى زوال فانه جاء نتيجة طبيعية للتطورات الاخيرة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة خاصة قوة محور المقاومة الرادعة.
ولوحظ في الاونة الاخيرة وبعد مجيء المجرم نتنياهو ليتولى رئاسة الوزراء والذي وصل والى هذه اللحظة الى حالة الفشل الذريع عن تشكيل الحكومة بحيث طلب من الرئيس الصهيوني اعطاءه مهلة عسى ولعل وان يتغلب على معرقلات تشكيلها خلال المدة المتبقية والتي سببها الانقسامات السياسية وانحلال وفضائح مستمرة للجيش مع عدم رغبة المجندين بالقتال مما زاد من خشية خطر الزوال القريب لدى جنرالات الكيان الغاصب.
والاهم في الموضوع والذي ادى الى هذا التصدع في الداخل الصهيوني هو انتقال المقاومة الباسلة الى الضفة الغربية والتي شكلت خطرا حقيقيا لكيان الاحتلال لان فقدان الامان في الضفة سيجبر قطعان المستوطنين على الرحيل والعودة من حيث أتوا.
ونخلص الى القول ان الذي يحدث في الضفة الغربية لم يكن مقاومة فصيل واحد مع الكيان بل ان الامر خرج بعيدا عن ذلك واصبحت ثورة شعبية كبرى لان الشعب الفلسطيني هو الذي اتخذ القرار الحاسم بان يعيد ارضه بيده دون الالتفات الى اتفاقات سلطة عباس مع الاحتلال او قرارات المجتمع الدولي وعندها يمكن التاكيد ان كيان الاحتلال الصهيوني مدرك اليوم تماما بان زواله بات قريبا.