kayhan.ir

رمز الخبر: 161581
تأريخ النشر : 2022December06 - 21:06

وسقطت جميع الاقنعة

 

ان تبلغ الوقاحة والصلافة الغربية لهذا الحد من الاستهتار والابتزاز والاستغلال امر يكاد ان لا يصدق  لكن عندما تتفحص في ملفات مراوغة ساسة الغرب ونفاقهم وازدواجيتهم وسقوطهم الاخلاقي، يصبح الامر لك عاديا بسبب  عدم التزامهم بأية معايير او ثوابت اخلاقية او انسانية بل تبقى المصالح اولا واخيرا لكن الفيصل بينك وبينهم تبقى القوة الضمانة التي تردعهم وتلزمهم بما يوقعون عليه.

لذلك ليس مستغربا ان يشي مسؤول امني ايراني لقناة العالم بان بعض الدول الغربية الداعمة لاعمال الشغب والفوضى في ايران اعلنت وقف دعمها للمشاغبين في حال تنفيذ ايران لشروطها الاربعة وهي:

1 ـ دعم سوق الطاقة العالمية بالنفط والغاز الايراني بشكل غير مشروط نظرا للازمة الحالية

2 ـ القبول بوجهة النظر الغربية تجاه الملف النووي  الايراني

 3ـ  التوصل الى اتفاق مع السعودية حول قضايا المنطقة

4 ـ عدم التعاون مع روسيا، فعند ذلك ستكف هذه الدول عن دعم الاضطرابات في ايران وهنا قمة الابتزاز الدنيء.

لكن ان يشترط الغرب بهذه الطريقة النفاقية المقيتة وتتبعه لسياسة الدجل والمراوغة التي اعتاد عليها في تعامله مع الدول الاخرى على اساس النظرة الفوقية والاستعلائية من منظار عنصري يكشف بوضوح ماهيته وخباثته الدفينة للشعوب الاخرى وهذا ما يعمق الهوة بينه وبين الاخرين.

ومن المؤكد ان الغرب الاستعماري الذي يتلاعب بمصائر الشعوب ودمائها بهذا الشكل الرخيص على حساب مصالحه الخاصة لا يمكن ان يستمر بنهجه المراوغ ولابد ان يدفع يوما ثمن مواقفه المتضادة والمخزية.

الغرب الذي يختفي خلف اصابعه عبر رفعه لشعارات الدفاع عن حقوق الانسان وحرية الشعوب طبعا في الدول التي تتعارض مصالحها معها فقط سرعان ما يكشف زيفه بنفسه في التسويات التي يعرضها لفض القضايا والنموذج الايراني الاخير خير مثال لذلك ناهيك عن احتقارهم للاغتشاشيين الذي شغلوهم كاداة لتنفيذ المهام ثم  رميهم في النهاية  كمنديل في المزابل كما يتعاملون مع اكثر العملاء.

 وبالطبع ان لعبة الغرب القذرة هذه تجاه ايران ليست الاولى من نوعها فقد سبق للدول الغربية ان عرضت على ايران امتلاك حتى السلاح النووي مقابل الاعتراف بالكيان الصهيوني وهذا ما رفضته ايران الاسلامية بالمطلق.

كبار ساسة الغرب المعجونين على النفاق والمراوغة والدجل ومحاربة القيم الاخلاقية والانسانية ملأوا الدنيا صراخا بانهم يدعمون "ثورة الشعب الايراني"  التي هي في الواقع تحرك مجموعات صغيرة من عناصر الشغب والغوغائيين ومن اصحاب السوابق وزمرة المنافقين التي تتأصل فيهم الجريمة على انهم "دعاة سلام"! يريدون "تحرير ايران"!

وبعد شهرين من اعمال الشغب  والتدمير والحرق والاغتيالات كانت النتيجة سقوط حوالي 200 ضحية من القوات الامنية والمدنيين ووقوع خسائر كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة ناهيك عن ارعاب الناس وارباك الوضع الامني في المناطق التي كانت تشهد فيها الاضطرابات وان كانت محدودة للغاية.

واليوم وبعد افشاء الرسالة الغربية المشبوهة والنفاقية فقد تكشفت جميع الاقنعة وان ما واجهته ايران خلال الشهرين المنصرمين كانت مؤامرة مدبرة وخبيثة وقفت خلفها اميركا الشيطان الاكبر وبعض الدول الغربية والكيان الصهيوني واذنابهم كالسعودية  وغيرها لابتزاز ايران وجرها لمفاوضات فيينا وفرض شروطهم عليها وهذا ما اقروه هم بانفسهم وليس اتهاما لكن القدرة الالهية شاءت كما في السابق وفي حالات كثيرة ان تخرج ايران الاسلام وهذه المرة ايضا منتصرة ومرفوعة الهامة لالحاق الهزيمة باعدائها بجدارة واقتدار.