kayhan.ir

رمز الخبر: 160991
تأريخ النشر : 2022November26 - 20:41

لا حل الا بالتفاوض

 

اميرحسين

منذ ايام والرئيس اردوغان يهدد بالتوغل في الاراضي السورية بهدف ايجاد  حزام امني بعمق 30 كيلومتر لحماية حدوده من وحدات الحماية الكردية وهذا ما ترفضه الدول المشاركة في  مفاوضات استانا كايران وروسية وسوريا لانه اختراق واضح للسيادة السورية التي تعارضه القوانين والاعراف الدولية فيما تواجه تركيا معارضة اميركية ليس حبا بسوريا بل حماية لـ"قسد" التي هي تتحرك وفقا للارادة الاميركية وهذا ما يحرج انقرة حيث تجد نفسها  بين فكي الكماشة الاميركان من جهة وقوات الحماية الكردية  من جهة اخرى. ووفقا لرؤية المراقبين ان تركيا لن تستطيع مهاجمة مناطق الشمال الشرقي لسوريا دون ضوء اخضر اميركي لذلك سيبقى هذا التهديد ورقة ضغط لانقرة لاستثمارها في علاقاتها مع اميركا ودول المنطقة، لكن ما طفح على السطح هو ما سربته صحيفة حريت المقربة من الرئيس اردوغان بان تركيا تلقت عرضا اميركيا بابعاد قوات الحماية الكردية عن الحدود بمسافة 30 كيلومترا دون الاشارة الى من سيملئ هذا الفراغ.

فالوضع سيبقى على هذا المنوال ما لم يكن هناك تحرك فعال ومؤثر من الدول المعنية المشاركة في مفاوضات استانا لتجنب حرب برية تركية في الاراضي السورية وبالطبع هي قضية معقدة ومحرجة لانقرة التي تعتبر وحدات الحماية الكردية قوات ارهابية تريد تشكيل دولة ارهابية  الى جوارها فيما ترفض اميركا تصنيف  وحدات الحماية الكردية بالارهاب التي هي تحت الحماية الاميركية وهذه تشكل معضلة لانقرة في علاقاتها غير المستقرة مع واشنطن التي تواصل سياسة الابتزاز والاستغلال  حتى مع حلفائها.

ووسط هذا الضجيج  الاعلامي حول اصرار الرئيس اردوغان لايجاد حزام امني داخل سوريا يطرح السؤال التالي هل هناك تسوية اميركية ـ تركية على حساب  الكرد في الشمال الشرقي لسوريا؟ لا شك ان الايام القادمة ستكشف ما اذا كان هناك مشروع تسوية يخبئ وراء الكواليس.

ومع كل ما يقال عن التهديد التركي لايجاد حزام امني داخل الاراضي السورية نسمع صوتا آخر من انقرة بان الرئيس اردوغان لا يمانع من لقاء الرئيس الاسد فيما صرح سياسي لبناني مقرب من دمشق بان "الرئيس الاسد رفض مؤخرا مقترحا من نظيره التركي بعقد لقاء بين مسؤولين من البلدين في دمشق". وهذا ما اكده ايضا موقع "دوفاز" التركي بان الرئيس الاسد رفض العرض التركي واقترح اجتماعات تفاوضيه بين مسؤولي البلدين في "دولة ثالثة".

وفي كل الاحوال ان المنطقة لم تعد تتحمل ازمات جديدة تثقل كاهلها وتدخلها في مطبات تعقد الاوضاع بشكل اكبر وتخلق المتاعب لشعوب المنطقة لذلك يتوجب على دول المنطقة خاصة تركيا ان تبدي مزيدا من التعاون لحلحلة الامور وتصفير المشاكل وهذا لا يتم الا بالتفاوض المباشر مع دمشق.