kayhan.ir

رمز الخبر: 160981
تأريخ النشر : 2022November26 - 20:33

مواقف الرجل ليست مجرد كلمات!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ الانتصار الكبير  الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم  في مباراته امام منتخب ويلز، لم يكن مجرد فوز مميز على صعيد الرياضة وحسب بل ان ابطال منتخبنا ونظراً للتجاذبات الداخلية والخارجية، قد سحقوا آمال وتحليلات اعداء ايران الاسلامية تحت اقدامهم الراسخة، ليقدموا للشعب ارقى تعبير عن ايران مرفوعة الرأس.

ان ترديد النشيد الوطني الباعث على الفخر، واللقطات التي اظهرت قيام اعضاء الفريق باداء سجدة الشكر بعد الفوز بالمباراة، ورفع العلم المهيب للجمهورية الاسلامية الايرانية، ومشاهد سكب المتفرجين في الملعب  لأدمع الشوق حين عُزف النشيد الوطني الذي ردده اعضاء  الفريق وكذلك الايرانيون الذين حضروا الملعب، وما عكسته صور التفاعل مع المباراة اول امس، لم تكن هدية للشعب الايراني وحسب بل لجميع اصدقاء ايران الاسلامية في مختلف دول العالم. فالناس في طهران وسائر مدن ايران وبإنارة مصابيح السيارات ورفرفة العلم الايراني وتوزيع الحلوى، قد احتفلوا بهذا الفوز الكبير، رافعين الاكف بالدعاء لتحقيق نصر آت.

2 ـ ان العنوان الرئيس للصحيفة الثلاثاء الماضي، الثاني والعشرين من نوفمبر الجاري، استتبع ردود فعل مختلفة وفي بعضها تضاد واضح. اذ كان العنوان الاصلي:

"ايران 2 ـ وبريطانيا واسرائيل وبائعو الوطن في الداخل والخارج 6"، كنا نشير بهذا العنوان لمساعي فريقنا الوطني الحثيثة، مؤكدين على ان الهدفين الذين سجله فريقنا في شباك الفريق البريطاني لهما قيمة تفوق كثيرا على كونهما هدفين في مباراة. مع ملاحظة ان فريقنا الوطني لم يواجه الفريق البريطاني وحسب وانما واجه الحكومة البريطانية، و الكيان الصهيوني، وآل سعود وبائعي الوطن في الخارج والداخل العملاء للدول المذكورة التي سخرتهم  لاضعاف الروح المعنوية لاعضاء فريقنا الوطني.

من هنا فان هدفي فريقنا الوطني  قبال 6 أهداف للفريق البريطاني، وبرغم المحاسبات المتبعة بمثابة "خسارة" الا ان هذه الخسارة وبالنظر للمشهد الذي  عكسناه كانت خسارة غير عادلة في ساحة لعب غير متكافئة.

3 ـ فيما كان العنوان الفرعي للصحيفة لنفس التاريخ عتاباً ذا حرقة لبعض  اعضاء فريقنا الوطني، والذين لم يشاركوا في ترديد النشيد الوطني قبل مباراة ايران ـ بريطانيا فهذا الاجراء وبالنظر للظرف الحالي والمساعي الحثيثة والواسعة لاعدائنا  في الخارج  واذنابهم في الداخل وبهدف  معلن، بمثابة ندية لاصل الهوية الاسلامية والايرانية لبلدنا، ويعتبر امراً مستبعداً للغاية.

وتأسيساً على ذلك فان العنوان  الفرعي للصحيفة إشعار بالنقد  لتغافل بعض اعضاء الفريق الوطني. فيما قال  بعض الاخوة، ان عدم ترديد النشيد الوطني في مباريات اخرى كان مشهودا. وهذا الاستنتاج ورغم شموله لحقيقة واقعية ولكن لما كان النشيد الوطني رمزاً لايران الاسلامية فكان المتوقع من اعضاء الفريق الوطني، انه في ظل تفاقم احقاد الاعداء على سيادة ايران الاسلامية، ان يلتفتوا لهذا الامر ويتعاملوا مع الامر بحساسية لاسيما وهم يمثلون الشعب الايراني، والاعداء صبوا امواج  مئات وسائل الاعلام في هذه العرصة بتلفيق الاكاذيب واشاعة الموهومات.

4 ـ ولكن في بداية مباراة اول امس مع فريق "ويلز"، ردد جميع اعضاء فريقنا الوطني تناغماً مع قراءة النشيد الذي يمثل الرمز الوطني، والامر الملفت الآخر   هو ترديد جمهور المشجعين في الملعب لهذا النشيد  الوطني والادمع تنهمر من محاجرهم شوقا. فهذا المشهد يستحق التقدير وقبل كل شيء يعكس تفسير عدم تفاعل بعض اعضاء فريقنا في لحظات قراءة النشيد الوطني قبل مباراتنا مع الفريق البريطاني، ان مرده الغفلة ولا شيء غير ذلك. اذ لو كان الامر غيره لما رددوا بالامس الاول وقبل مباراتنا مع ويلز النشيد الوطني بهذه الحفاوة والحرارة القاهرة للاعداء. من هنا أرى لزاماً ان نسترجع عتابنا الذي وجهناه في عنوان عدد الثلاثاء (22/11/2022)، ونعبر عن إمتناننا لفريقنا الوطني لكرة القدم.

5 ـ من بين الامثال التي تحكى بكثرة، هنالك مثل ملؤه الحكمة وفيه رضا الرحمن، وهو "وعد الرجل ليس دائما كلمات تطلق". مع ايضاح بان الاعتذار عن خطأ الاستدلال من مظاهر الادب الاسلامي ومن علامات الفتوة. اذ لاسباب اشرنا باختصار عابر الى ذلك الموقف حين اعتبرنا ـ ونعتبر ـ عدم المماهاة مع ترديد النشيد  الوطني بانه عمل غير مقبول وبعيد عن الادب الديني والوطني، وعلى ذلك عبرنا عن امتناع بعض اعضاء فريقنا الوطني لترديد  النشيد الوطني ـ لاسيما والوضع في قمة اشاعة العدو للاوهام ضد السيادة الاسلامية والايرانية، ولكن ونحن نلتفت الى ان صمتهم ناجم عن الغفلة، ارى لزاما دينيا ان اراجع تقييمي السابق.

ان اخينا العزيز المجاهد والقائد الاسبق لحرس الثورة الاسلامية العميد صفوي يشير الى توجيهات قائد الثورة المعظم، فينقل لي انه قال مرة: من يقول ان كلمة الرجل واحدة؟!

فالقول الذي ينبع عن صدق لابد ان نصر عليه، وعدم الاخذ بعتاب الآخرين، ولكن ان تبين ان هذا القول خاطئ فينبغي اصلاح الخطأ.

6 ـ واخيراً نشير الى نص النشيد الوطني لايران ونقارنه مع النص المترجم للنشيد الوطني البريطاني، لنقرأ:

فيقول النشيد الوطني البريطاني؛

"ليحفظ الله الملك جورج الكبير،

وليحيى ملكنا النجيب،

وليحفظ الله الملك

وينصره،

ويسعده ويعلو من شأنه،

كي تدوم سلطته علينا،

اللهم احفظ ملكنا"!

ولنقرأ ترجمة نشيدنا الوطني ونقارن بين النشيدين:

"وانبعث من الافق

شمس الشرق

وشعاع نظر المؤمنين بالحق

ان بهمن اشتمل على ايماننا

ونداؤك يا امام

"الاستقلال والحرية"

محفور في اعماقنا

ويا ايها الشهداء ان صرختكم

تدوي اسماع الدهور

راسخة  وخالدة

جمهورية اسلامية ايرانية".