لتخجل المانيا من سجلها الاسود بحقوق الانسان
من السذاجة ان يصدق احدا في هذه المعمورة ان المانيا بتاريخها النازي الدموي ودورها الرئيس في الحرب العالمية الثانية وسقوط الملايين من الضحايا فيها وكذلك دورها الخبيث والاجرامي كمصدر رئيس لتزويد النظام الصدامي بالاسحلة الكيمياوية المحرمة دوليا والتي استخدمت ضد الشعبين الايراني والعراقي ونجم عنها آلاف الضحايا من الشهداء والجرحى الذين لازالوا يعانون حتى اليوم من آثاره الكارثية.
المضحك المبكي ان المانيا التي ترفع اليوم لواء حقوق الانسان وتعتبره زورا وبهتانا "انه غير قابلة للتفاوض" وانها "تسعى باستمرار سعيا حثيثا من اجل حقوق الانسان على مستوى العالم". كذبة مفضوحة لان الوقائع والاحداث تثبت زيف ادعاءات الالمان ونفاقهم وهم يشاركون الاميركان والاوروبيين منذ اكثر من اربعة عقود في الحصار على الشعب الايراني وفرض الحظر عليه حتى في مجال ادوية الاطفال بعد ذلك يخرج علينا وزير خارجيتها وبكل وقاحة وامام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، ليتهم ايران بانتهاك حقوق الانسان في احداث الشغب الاخيرة التي يصنفها على انها معارضة والنظام يقمعها في وقت شهد العالم ان الشرطة الايرانية والبسيج ممنوعين من حمل السلاح لمنع سقوط الضحايا وكل ما يقال هي تقارير ومقاطع مفبركة تضخم الموقف بشكل ان الذي يعيش خارج ايران يتصور ان النظام يسقط عدة مرات في اليوم كما صوروا الازمة السورية في بدايتها واليوم فان سوريا الصمود والانتصار شوكة في عيون الاعداء سواء الاقليميين او الدوليين وتشق اليوم طريقها الى الامام.
واذا كانت المانيا حقا تحترم حقوق الانسان فعليها اولا محاكمة مسؤوليها الذين تورطوا في تزويد صدام بالاسلحة الكيمياوية والذين فرضوا الحظر على ايران وما نجم عنه من خسائر كبيرة وانتهاكات فظيعة لحقوق الانسان يندى لها جبين البشرية. لكنهم في نفس الوقت يعلنون وبشكل نفاقي وفاضح وهم يسيئون استخدام حقوق الانسان بابشع صورة ضد الشعب الايراني، عن "تضامنهم" المزيف مع الايرانيين.
ان الموقف الالماني من قضية حقوق الانسان في ايران قضية مسيسة ونابعة من عداء ساستها المتصهينين الذين يضمرون الشر لايران وشعبهاوهذا ما سيدفعون ثمنه يوما وليس ذلك ببعيد.
ان المانيا التي تتبجح نفاقا بالدفاع عن حقوق الانسان في العالم ،اين موقفها من فلسطين المحتلة التي يذبح اهلها على مدى اكثر من تسعة عقود؟ واين موقفها من مذابح ميانمار؟! وعشرات القضايا الانسانية الاخرى؟!
ان ساسة الغرب الذين يئنون اليوم من سياط الحرب الاوكرانية وفشل سياستهم الخاطئة وتحميل شعوبهم اعباء ثقيلة محرجون بشدة لذلك يحاولون عبثا طرح قضايا حقوق الانسان للاستهلاك المحلي وحرف انظار شعوبهم عن واقعهم المرير وهم على ابواب الشتاء القارس الذي سينهكهم بالتاكيد.
ان ايران الاسلام الملتزمة ذاتيا برعاية حقوق الانسان لا تحتاج لنصح من هو قاموسه اسود اسود في مجال حقوق الانسان وهو آخر من يحق له ان يتحدث باسم حقوق الانسان الذي يضعه تحت اقدامه في الدول التي تدور في فلكهم رغم انتهاكهم الفاضح والفظيع لحقوق الانسان خاصة في الدول المستبدة والدكتاتورية في منطقتنا؟!