kayhan.ir

رمز الخبر: 16080
تأريخ النشر : 2015March03 - 20:52

الناشطة الحقوقية رشيد: جاهزون لحسم قضية الصحراء خلال شهر نيسان

روعة قاسم

يعتبر شهر نيسان القادم شهرا استثنائيًا فيما يتعلق بقضية الصحراء التي شهدت تطورات حاسمة وخطيرة خلال السنة الماضية. فاستئناف العمل المسلح في هذه البقعة من العالم أمر غير مستبعد في حال لم تصل الجهود الأممية إلى حل قريب، بحسب تأكيدات كثير من الخبراء والمحللين وذلك بالنظر إلى معاناة اللاجئين الصحراويين التي تؤكد عليها منظمات إنسانية وجهات حقوقية.

وفي هذا الإطار أكدت الناشطة الحقوقية والسياسية الصحراوية النانا رشيد أنّ شهر نيسان هو الشهر الذي يتمّ فيه تداول القضية الصحراوية على مستوى مجلس الأمن الدولي، والذي أعلن عن كون هذا الشهر هو شهر الحسم في القضية الصحراوية هو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كونه سيأتي خلال دورة المجلس بتقرير مفصّل عن القضية الصحراوية، وعن عمل بعثة الأمم المتحدة المشرفة على تنظيم الاستفتاء وكذا نتائج جولة المبعوث الأممي للصحراء الغربية كريستوفر روس.

تزايد النشاط الحقوقي

كما أكدت الكاتبة الصحراوية أنّ السنة الماضية قد شهدت تطوراتٍ كبيرة وخطيرة في آن واحد، منها على سبيل المثال لا الحصر اعتراض المغرب على عمل المبعوث الأممي وعرقلة جهوده واتهامه بالانحياز إلى لطرف الصحراوي. كذلك رفضت المغرب بحسب النانا رشيد وصول رئيسة البعثة الأممية للصحراء الغربية، الكندية كيم بلدوك لتسلم مهامها بمدينة العيون بالصحراء الغربية بالإضافه أيضا إلى تزايد وتيرة النشاط الحقوقي وتأجج الشارع الصحراوي بالانتفاضة السلمية، وورود تقارير منظمات حقوقية تطالب بضرورة توسيع صلاحيات البعثة لتشمل مراقبه حقوق الانسان.

وعلاوة على هذا، تضيف رشيد، شهدت السنة الماضية تأكيد بعض الدول الغربية على ضرورة إيجاد حلٍّ عادل ونهائي لمشكلة الصحراء الغربية، كما شهدت أيضا تهديدات جبهة البوليساريو بالعودة إلى لكفاح المسلح في حالة فشل المنتظم الدولي أمام عرقلة مسار التسوية الأممي من طرف المغرب، كل هذه المعطيات تجعل موعد نيسان هذه السنه حاسمًا و مختلفًا عن غيره من المحطات السابقة.

الناشطة الصحراوية شددت في حديثها أيضا على أن خيار الحرب يبقى مطروحًا وقاب قوسين أو أدنى لأنّه وسيلة الصحراويين الوحيدة عند فشل جهود السلام لفرض إرادتهم في الحرية والاستقلال، وذلك مع تأكيد جبهة البوليساريو مرارًا وتكرارًا على استعدادها للتعاون مع جهود الأمم المتحدة. و لكن انتظار أكثر من أربع وعشرين سنة، بحسب النانا رشيد، أمر لم يعد يستسيغه الشارع الصحراوي بالأساس.

أما بخصوص الدعم الذي تقدمه الجزائر للقضية الصحراوية فليس بأمر جديد، فجبهة البوليساريو التي قادت مسار التحرير ضد إسبانيا وجدت دعم الجزائر المطلق. وليس من أدبيات دولة كالجزائر، حاربت الاستعمار لأكثر من قرن، دعم حركه تحرير، والتخلي عنها لاحقًا. هذه هي الحقيقة التي يحال طمسها دائمًا، أما اتهام الجزائر بافتعال أزمة الصحراء الغربية بسبب أطماع واكتساب الزعامة في المغرب العربي فهذه أشياء مغلوطة، بحسب الناشطة والكاتبة الصحراوية، وذلك بسبب حرج البعض من دعم دولة كبيرة كالجزائر للشعب الصحراوي خلال مساره التحرري هذا.

وتتابع النانا رشيد بالقول "ما يلقاه الشعب الصحراوي من دعم سياسي و مادي من الجزائر يجده أيضًا من دول إفريقية وأمريكية جنوبية وازنة و مهمّة مثل جنوب إفريقيا و نيجيريا وفنزويلا وكوبا وغيرها، بالإضافة إلى العديد من الدول الاوربية التي تتفتح مجتمعاتها المدنية على القضية الصحراوية. ومؤخرًا وقف الإتحاد الافريقي كله ككتلة إفريقية سياسية تطالب بتحرير آخر مستعمرة من إفريقيا. وقد عيّن مؤخرًا الرئيس الموزمبيقي السابق شيساون كمبعوث للإتحاد الافريقي من أجل حل القضية الصحراوية، وبالتالي فالجزائر مرتاحة لموقفها لأنه أوّلًا، وقبل كل شيء هو موقف مع الشرعية الدولية التي تقرها مقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وتعتبر رشيد أن الأوضاع الراهنة التي يعيشها الوطن العربي عمومًا تزيد من عزل القضية الصحراوية عن المشهد الإعلامي والسياسي ككل، فالاوضاع في سوريا واليمن والعراق وليبيا هي أوضاع لا تبشّر في الوقت الحالي، ولها ما قبلها وبعدها من تداعيات، و لكن المعوّل عليه، بحسب النانا رشيد هو إرادة الصحراويين في التفات أنظار العالم إليهم، وذلك من خلال زيادة وتيرة النضال وتجديد الأساليب.

كما تضيف رشيد بأن الاحصاء النهائي للشعب الصحراوي يصعب في ظل تواجد اللاجئين وجالية كبيرة بالمهجر، ووجود سكان واقعين تحت السيطرة المغربية، لكن عدد اللاجئين حسب المفوضية السامية لغوث اللاجئين يبلغ ما يقارب 150 الف لاجئ، وهؤلاء يعيشون على المساعدات الانسانية التي توفرها المفوضيه والتي تعتمد على حصص من المواد الغذائية الأساسية توزّع شهريًا، وتعتبر السلّة الغذائية الموجهة للاجئين الصحراويين، بحسب رشيد أفقر سلة غذائية، كما أن هناك أمراضًا فتاكة متفشية بين اللاجئين، أمراض كالأنيميا وآثار سوء التغذية.

وتخلص الناشطة الحقوقية في ختام حديثها إلى أن الاسم الاصلي للصحراء الغربية هو الساقيه الحمراء ووادي الذهب وسميت قديمًا بهذا الاسم نظرَا إلى الخصوبة والتنوع البيئي الذي تعرفه المنطقه ،ولكن الاستعمار الاوروبي أطلق عليها اسم الصحراء الغربية انقاصًا من قيمتها، وتفاديًا لتكالب القوى الاستعمارية عليها، ومع هذا لم يمنع الأمر البعض من احتلال الاقليم طمعًا في الفوسفات الذي يعتبر مخزونه وتصديره من بين الأعلى مرتبة في العالم. كما تعتبر الثروة السمكية في الصحراء الغربية من أجود أنواع الأسماك نظرًا إلى إطلالة البلد الساحلية على تيار كناريا الدافئ ووجود ثروات طبيعية أخرى تم التأكيد على غنى المنطقة بها. وكل هذا، بحسب النانا رشيد هو سبب البلاء والتشرد للصحراويين و لحرمانهم من أرضهم.