kayhan.ir

رمز الخبر: 160487
تأريخ النشر : 2022November18 - 20:40

المسرحية المفبركة

الكيان الصهيوني المأزوم اليوم داخليا بسبب الصعوبات واوضاعه الداخلية لتاليف للحكومة وبالتالي الموقف من ترسيم الحدود البحرية مع لبنان وكذلك وضعه الاقليمي  الهش خاصة وان دول التطبيع واجهت انتكاسة كبيرة لم تستطع تحقيق ما قامت به من اجله سوى زيادة النقمة الشعبية ضدها وضد سياسة الكيان الصهيوني وهذا ما استشعره الصهاينة بان التطبيع خطوة فاشلة لن تحقق لهم الامن الاستقرار.

بل كانت مجرد زوبعة اعلامية لا اكثر.

فالكيان الصهيوني المرتبك اليوم كان بحاجة لسيناريو يخرجه من وضعه الحالي، فاقدم على اخراج مسرحية مفبركة عسى ان يحسن من موقعه عبر استدراج تعاطف العالم معه في الادعاء بان ايران قد هاجمت ناقلة نفط اسرائيلية قبالة بحر عمان دون ذكر اي تفاصيل عن ذلك وهذا ما يزيد من ابهام الموقف بان العملية اساسا مشبوهة ومشكوك بامرها.

وما هو مثير للسخرية والاستهزاء ان اميركا لم تؤيد الموقف  الاسرائيلي الا بعد في وقت ان المتحدث باسم الاسطول الاميركي الخامس في الخليج الفارسي يعلن بان الاسطول الخامس كان على علم بهجوم المسيرة الايرانية، الا ان السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان الاسطول الخامس على علم بالموضوع فلماذا لا يكشف المسيرة او يسقطها والثاني ان الكيان الصهيوني الذي يمتلك عدة قواعد للتجسس في بعض الدول المطبعة وحتى في جزيرة سقطرى لم يفعل شيئا تجاهها.

والامر الاخر الذي يزيد من الشكوك والريبة حول اصل الهجوم على ناقلة النفط المسجلة في سنغافورة ويملكها  متمول اسرائيلي ـ هو تعرضها لضربة خفيفة لن تعطلها اذ واصلت ابحارها الى مقصدها دون اية مشكلة.

فعملية ضرب السفينة الاسرائيلية قبالة بحر عمان لا تخرج عن كونها فبركة صهيونية لغاية في نفسها لتجاوز المرحلة الصعبة  التي يمر بها الكيان اضافة الى استثمار  في زعزعة امن الخليج الفارسي وتخريب  العلاقات الايرانية ـ القطرية  عشية المونديال في الدوحة خاصة وانها فتحت حسابا على طهران لا نجاح هذا المونديال.

اذن السؤال الذي يطرح نفسه من المستفيد من هذه العملية المشبوهة التي تستهدف زعزعة  الامن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي وتخريب علاقاتها سوى اعداءها.

فالقضية اصبحت واضحة وشفافة لانه من غير المنطقي  ان تقدم دولة ما على ضرب مصالحها وزعزعة الاستقرار حولها. لقد عودت ايران الاسلام العالم ومن موقع الاقتدار والاعلام الجريء انها اذا فعلت شيئا في مكان ما تعلنه بصراحة وشفافية تامة كما فعلت في تعاملاتها مع ناقلات النفط الاجنبية التي اجبرت الطرف المقابل على الخضوع لارادتها وهكذا في قصفها المدمر لقاعدة "عين الاسد" وقاعدة الموساد التجسسية في اربيل التي لا يعلم الكثير بموقعها في المنطقة.

وفي رأي بعض المراقبين ان ما قام به الكيان الصهيوني عبر فبركة هذه المسرحية توجية مزيد من الضغوط على ايران في اطار التكالب الاميركي الغربي الصهيوني العربي الرجعي  ضد ايران تماشيا مع عمليات الشغب  التي تدار من جانبهم بتاجير البلطجية واصاحب السوابق ومن تأثر  بهم لزعزعة امن الداخل والضغط على الحكومة الايرانية ليكون موقفها ضعيفا في فيينا لتجني المكاسب لكنه مجرد اضغاث احلام وان احلامهم ستدفن معهم باذن الله وقادم الايام بيننا ليكشف الصورة على حقيقتها.