kayhan.ir

رمز الخبر: 160471
تأريخ النشر : 2022November18 - 20:34

العراقيون لبايدن ..عهد الاستعمار ولى

مهدي منصوري

يدرك الجميع  ان اميركا ومن اجل ان تضمن بقاءها على الارض العراقية وفرض سيطرتها  على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي العراقي بذلت وبالدعم من حلفائها في المنطقة وعملائها ومرتزقتها في الداخل العراقي الكثير من الجهد المالي والاعلامي والسياسي  لهذا الغرض. ولكن وفي نهاية الامر نجد ان اميركا ومن لف لفها قد اصيبوا بصدمة كبيرة عندما لم تسعفهم نتائج الانتخابات الاخيرة والتي تم تزويرها من قبل الاميركان وحلفائهم ليحقق لهم الهدف المطلوب. وتمكن الرافضون للوجود الاميركي الاستعماري من العودة الى تسنم ادارة العراق بحيث شكل هدم لكل آمالهم. ولذلك يرى المراقبون انه وبعد مجيء السوداني وتسنمه رئاسة الوزراء توالت عليه الضغوط خاصة من اميركا وبصورة تعكس كأن العراق هو ولاية اميركية بل اقل من ذلك وليس دولة مستقلة لها سيادتها بين الدول.

وقد اثار التصرف الاميركي غضب كل ابناء الشعب  والقوى السياسية العراقية بحيث طالبوا السوداني بعدم فسح المجال لا للسفيرة الاميركية ولا لأي مسؤول اميركي ان يملي ارادته على العراقيين او يرسم خريطة  مستقبلهم لانهم وخلال فترة العقدين من الزمان اثبتت ان ما وصل اليه العراق من حالة مزرية  وفي جميع المجالات سببه الاساس اميركا اذ ان ذاكرتهم لم تسجل ان قامت بعمل داخل العراق ينتفع منه العراقيون بل العكس هو الصحيح فانها وبادخالها داعش والمرتزقة قد لطخت يدها بدماء الابرياء من هذا البلد من شماله الى جنوبه.

ولذا فعلى  الادارة الاميركية ان تدرك جيدا ان العراق لم ولن يكن في يوم من الايام محمية اميركية ولن تستطيع ان تسلب قراره  السيادي المستقل بل عليها ان تفكر بالرحيل وباسرع وقت عنه وان تتعامل مع العراق دولة مستقلة ذات سيادة وكما تقرره القوانين والمعاهدات الدولية. وعلى اميركا كذلك ان تدرك ان هناك قرارا شعبيا عراقيا قد اتخذه مجلس النواب العراقي بالاسراع بخروجها من العراق ولابد للحكومة  الحالية الجديدة ان تعمل وتبذل جهد امكانها تنفيذ  هذا القرار وبالطرق  التي تراها مناسبة. والا فان ابناء المقاومة الرافضين للاحتلال  والتي تضغط فيه اميركا اليوم على رئيس الوزراء ابعادهم عن مصادر القرار والبقاء على نفوذها من خلال عملائها الذين زرعتهم في المؤسسات الامنية والادارية قد حذروا من انهم جاهزون لمواجهة الاحتلال الاميركي بكل فصائله وتخليص بلدهم من التبعية وبالطرق التي يفهمها الاميركان وغيرهم جيدا. ومواجهة "داعش" الارهابي الاميركي وكسر شوكته لازالت ماثلة للعيان.