kayhan.ir

رمز الخبر: 160429
تأريخ النشر : 2022November16 - 20:48

خطوطنا الحمراء لا مناص منها

 

اميركا صانعة الارهاب والاجرام والحروب والغزوات والانقلابات العسكرية في العالم لا يمكن ان تكون يوما دولة طبيعية وحضارية تعيش كسائر بلدان العالم من حيث الحقوق والواجبات واحترامها للقواعد والاعراف والقوانين الدولية والانسانية بل صنفت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية على انها الدولة الكبرى التي تفرض وجودها على العالم فيما خرجت الدول العربية منهكة من الحرب لا تقوى على شيء ولا حول ولا قوة لها.

اميركا التي استمرت بسياساتها المبنية على الهيمنة والسطو وفرض الاملاءات على دول العالم، وضعت نفسها فوق القانون والمحاسبة وهذا ما استمرت عليه لايامنا هذا مع وجود الكثير من الانتكاسات التي نغصت هذا الموضوع وهي اليوم في تراجع مستمر وفي طريقها الى الافول.

اميركا التي وصفها الامام الراحل (قدس سره) بانها الشيطان الاكبر تجمع في نفسها كل الصفات الشيطانية من كذب ودجل ونفاق وازدوجية وتحايل ومراوغة واستقطابها لكل صفات الرذيلة جعلتها في منتهى الحضيض والسقوط الاخلاقي التي لا يمكن الوثوق بها الا اذا ما قيدتها بمواثيق ومعاهدات مرفقة بضمانات كافية وملزمة بحيث لا تستطيع الخروج منها ثانية.

فطهران التي خبّرت الولايات المتحدة طيلة اكثر من اربعة عقود لايمكن ان تجازف بهذه السهولة مع طرف لا عهد له ولا ميثاق.

وفي آخر رسالة بعثتها الولايات المتحدة الاميركية خلال 72 ساعة الماضية، لطهران تطلب فيه الاسراع للالتحاق بـ "الاتفاق النووي" فيما يخرج علينا روبرت مالي المبعوث الاميركي في الملف النووي الايراني بالقول "ان الاتفاق النووي

ليس الاولوية فعلا للحل ويشير الى احداث الشغب في ايران للاستثمار فيها ولتوظيفها في المفاوضات. لكن هيهات ان يحصل ذلك لان اميركا تريد عبر هذه الضغوط على ايران ان تتجاوز خطوطها الحمر وهذا امر مستحيل سيسجله التاريخ للاجيال القادمة.

اما تحذير وزير الخارجية لبعض نظرائه الاوروبيين ومن بينهم "جوزيب بوريل" مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كان من موقع المسؤولية والحرص على عدم التفريط بما وصلت اليه المفاوضات لحد الان في فيينا بانه "اذا لم يتوقف الاوروبيون عن المسار غير البناء في مجلس الحكام لاستصدار قرار محتمل ضدنا فانهم سيواجهون من ايران الرد المؤثر وكما يقال قد لا يفيده الندم بعد.

ايران التي أثبتت وبالادلة الدامغة سلمية برنامجها النووي سواء عبر عمليات فرق التفتيش الدولية التي زارت المنشآت النووية الايرانية بمجموع 35% من كل زياراتها للمنشات النووية في العالم وهذا امر غريب لم يحصل في مكان آخر حيث لم يحصل المفتشون الدوليون على اية وثيقة تثبت بان البرنامج النووي الايراني قد خرج من اطاره السلمي.

وما يعزز ذلك، التقرير الذي صدر قبل عدة سنوات من قبل 16 وكالة امنية واستخباراتية اميركية اكدت فيه على سلمية البرنامج النووي الايراني وعدم انحرافه ومع ذلك تواصل بعض الدول الاوروبية المعادية التي تلعب دور الشرطي السيئ اتهاماتها الواهية ضد ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف الابقاء على الملف الايراني مفتوحا لستخدم التهديد النووي الايراني شماعة في اطار حربها النفسية واستغلال ذلك للي الذراع الايراني في المفاوضات .. انها مجرد اضغاث احلام والقادم من الايام سينبؤنا بغير ذلك ان شاء الله.